نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[59] الأديب، الحسين بن علي موسى الخياط

صفحة 41 - الجزء 2

  والأصل في هذا الوزن والقافية قصيدة خمرية لأبي نؤاس أوّلها:

  مرحبا بالربيع جاء في آذار ... وبأنوار بهجة الأشجار

  ونسج على منوالها جماعة.

  ومن التشابيه اليتيمية للرقّاق قول ابن الرومي في خبّاز مرّ عليه بباب الطاق ببغداد:

  ما أنس لا أنس خبّازا مررت به ... يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر

  ما بين رؤيتها في كفه كرة ... وبين رؤيتها قوراء كالقمر

  إلّا بمقدار ما تنداح⁣(⁣١) دائرة ... في صفحة الماء ترمى فيه بالحجر

  قلت: لو صلّى على النبي لئلا يصيبه بالعين.

  وذيّلها بعض المغاربة المشايخ الأكابر ببيتين مجن فيهما، وما رأيت ذكرهما هنا لئلا يفسداها.

  وللحسين بن علي موسى أشعار كثيرة وأدب صالح وموّشحات رائقة. نعم، وقع لي في تقريضه أول الترجمة استخدام، وهو قولي إن وصف بدرا أوقع المعارض في يوم حنين وأرجعه بخفّه، وهو استخدام على مذهب صاحب الإيضاح، وعنده أنه إطلاق لفظ مشترك بين معنيين يريد به إحدى المعنيين ثم يعيد عليه ضميرا تريد به المعنى الآخر، وتعيد عليه ضميرين تريد بأحدهما أحد المعنيين وبالآخر المعنى الثاني، فالأول كقول الشاعر وهو قديم جاهلي:

  إذا نزل السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا

  فالسماء المطر، وأراد بقوله: «رعيناه» النبات، لأن من أسمائه السماء.

  والثاني مثل قول البحتري:

  فسقا الغضى والساكنيه وإن هم ... شبّوه بين جوانحي وضلوعي

  فالغضى محتمل الوضع والشجر ويصلح السقي لكل منها، فلما قال


(١) في هامش الأصل: «ببراح».