[60] الأمير السيد الحسين بن عبد القادر بن
  مما يعد لوجد به، فارتجل السيد صلاح الحاضري وكان حاضرا وهو من أدباء صنعاء في زمنه:
  زاد غرامي به فزيّدني ... بعدا عن المكثرين في عذلي
  فأعجب الوزير وأجازه.
  قال القاضي العلامة شمس الدين أحمد بن ناصر بن محمد بن عبد الحق(١) بلّ اللّه ثراه: أنشدني بعض إخواني للأديب الكاتب محمد أفندي بيتا قاله قبل بيت السيد صلاح الحاضري وهو:
  وخارجيّ العذار مذهبه ... قد صار رفض الكرى عن المقل
  قال القاضي: فقلت أنا:
  مذ سلّ سيف الهموم جرّدني ... بنصبه للهموم والشغل
  زاد القاضي، ¦ الجارودي والناصبي، وهي مقابلة صادقة.
  قلت: أما بيت الحاضري فإنما فضلته البديهة وإلّا فليس فيه إلّا مذهب، وتلك شمل البيت ثلاثة أو اثنين. وما أحسن قول ناصر الدين حسن بن النقيب:
  يا مالكي ولديك ذلي شافعي ... مالي سألت فما حببت سؤالي
  فوجدّك النعمان إن بليّتي ... وشكايتي من جفنك الغزالي
  وله أيضا:
  بخالد الأشواق يحيى الدجى ... يعرف هذا العاشق الوامق
  فخذ حديث الوجد عن جعفر ... من دمع عيني أنه الصادق
  وعلى ذكر الأشعري، فقد ظرف السعيد بن سناء الملك(٢) بقوله:
  ورب عاق قال لي مرّة: ... يا هاجري ظلما ولم أهجر
  معتزلي صرت قلت: اتّئد ... واعتب على مبعرك الأشعري
  وعلى هذا الانتقاد للحسين، فكل شيعي للأدب لا ينكر فضله.
(١) ترجمه المؤلف برقم ٢٣.
(٢) مرّت ترجمته بهامش سابق.