نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[60] الأمير السيد الحسين بن عبد القادر بن

صفحة 47 - الجزء 2

  ومن شعره:

  ما للمشوق مجيب في دجى الغسق ... غير الصبا وهديل الورق في الورق

  يا قوم لو كان للورقا شجون شج ... ما صفقت من سرور ظلمة الفلق

  لو أنها فقدت إلفا لما خضبت ... كفا ولا جعلت طوقا على العنق

  ولم تحرك لها عودا وتنشد من ... الحان إسحاق أصواتا على نسق

  وهي التي دمعها ما زال منحبسا ... والصب من صب دمع العين في غرق

  وحسبها أنها باتت يعانقها ... غصن وبت لغصني غير معتنق

  أبيت ليلي أراعي النجم مكتئبا ... لفرط ما بي من وجد ومن أرق

  ما أعجب الحب يشتاق العميد إلى ... ريم الصريم وقد أرداه بالحدق

  يا وردي الخدّ دع إنكار قتل فتى ... ما قط أبقت له عيناك من رمق

  في خدك الشفق القاني وفيه على ... قتل الحسين دليل حمرة الشفق⁣(⁣١)

  قلت: قد سبق قول ابن قرناص: «خضبت كفها ... الخ» وبسطه هنا وأحسن سبكه. والبيت الأخير أجاد فيه واستحقه وسبق إليه وقد كرره وهو أولى به فقال من أخرى:

  في خدّك الشفق القاني وفيه على ... قتل الحسين كما قالوا علامات

  و «ربّ» لقب أو اسم أعان صاحبه كالسرّاج الورّاق، فإنه قيل له: لولا لقبك لضاع نصف شعرك.

  قيل: سئل الإمام أبو الفرج بن الجوزي: ما الحكمة في ظهور الحمرة في آفاق السماء بعد قتل الحسين # فقال: إن أحدنا إذا غضب احمّر وجهه، والباري تعالى يتعالى عن الجسمية فأظهر الحمرة في سمائه علامة لغضبه على قتله ابن بنت نبيّه.

  رأيت القاضي الأديب يوسف بن علي الكوكباني أورد في كتاب «طوق الصادح» تشكيكا منه على من زعم أن الشفق إنما ظهر بعد ظلم الإمام الحسين #، وأن الشارع # جعله علامة للعشاء، وتركه معضلا، وقد رأيت أن


(١) نشر العرف ١/ ٥٦٤ - ٥٦٥.