[60] الأمير السيد الحسين بن عبد القادر بن
  اسأله سؤالا قديما لبعض الشافعية العلماء وقد أجيب عنه أن الذي كان قبل شهادة الإمام وجعل علامة دخول العشاء هو الأبيض من الشفق، أو أنه كان قليلا ثم زاد بعد هذه الحادثة، وما كنت أحبّ للقاضي الأديب إيراد مثل هذا فإنه حقّق ما كاد يتّهم به من الانحراف عن أهل البيت، لا جرم إنه جرى عليه ما جرى من الحبس والإهانة، وقد تواتر ظهور هذه الحادثة بعد استشهاد الحسين #.
  * * *
  رجع، ولو أن قائلا قال: إن الدجى والغسق معناهما واحد، فكيف إضافة الشيء إلى نفسه.
  وما أحسن قول القاضي أبي القاسم التنوخي(١):
  لم أنس شمس الضّحى تطالعني ... ونحن في روضة على فرق
  وجفن عيني بمائه شرق ... وقد بدت في معصفر شرق
  كأنّه دمعتي ووجنتها ... حين رمتنا العيون بالحدق
  ثمّ تغطّت بكمّها خجلا ... كالشمس غابت في حمرة الشّفق(٢)
  وللحسين بن عبد القادر في الإيداع مع نقل المعنى وسبكه في قالب التورية:
  كم من كتاب عذول قد رميت به ... نهري شبام لأني عنه مشغول
  فقل لمن بعثوا في عذلنا كتبا ... مهما بعثتم على العينين محمول
  وأهدى له بعض أصحابه كبشا به داء الطلب فقال وهو كالأوّل:
  بعثتم لي بكبش مسّه طلب ... فهل لهذا الجفا يا سادتي سبب
  وقد أتى ولسان الحال تنشده ... إليك آل التقصّي وانتهى الطلب
  فالتضمين من قصيدة أبي طالب الحيمي المشهورة، وأتباع جارية على أنها بكر فكانت ثيّبة فقال:
  شرينا من أبي بكر فتاة ... ودلّس أنها بكر بمكر
(١) ترجمه المؤلف برقم ١١٠.
(٢) معجم الأدباء ١٤/ ١٧٣، الوافي بالوفيات، ديوانه قطعة ٦٩ (مجلة المورد).