نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[60] الأمير السيد الحسين بن عبد القادر بن

صفحة 49 - الجزء 2

  وكم من حيلة جازت علينا ... وليست من أبي بكر ببكر⁣(⁣١)

  وكان اسم المدلّس أبا بكر.

  ومما أجاد فيه وبرهن على تمكّنه من حلّ عقود الشعر ونظمها هذه القصيدة التي صدورها وأعجازها لأبي الطيّب في سيف الدولة، ولحذفه وتصرّفه في الكلام سبكها غزلا في البدور بعد أن كانت نعتا للأسود الخادرة لا لذوات الخدور، وكتبها إلى القاضي الخطيب أحمد بن محمد بن الحسن الحيمي⁣(⁣٢) يحلّ بها ألغاز والده في القمر، وسيرد عند ذكر القاضي محمد، والقصيدة:

  هو القمر الساري وأما المنازل ... فما حل غير القلب يا من يحاول

  وما ضمت الأجفان منه صوارما ... يرد بها عن نفسه ويشاغل

  بعينيه سهم لا تقي منه لامة ... ولا حدّه مما تجسّ الأنامل

  يلوح دم العشاق في ماء خده ... ولم تصف من مزج الدماء المناهل

  مكان تمناه الشفات ودونه ... صدور المذاكي والرماح الذوابل

  عجبت له قالوا مراض جفونه ... وهن الغوازي السالبات القواتل

  يزجّ بلحظ فهو عامل قدّه ... وما تنكب الفرسان إلّا العوامل

  وقد غاض ثقل الردف رقة خصره ... وأغيظ من عاداك من لا يشاكل

  فما كان أهنى قهوتي لو أدارها ... والطفها لو أنه المتناول

  أيا من عذولي فيه أصبح عاذرا ... وعاد إلى أصحابه وهو عاذل

  سميري إذا ما غبت في غسق الدجى ... سميّك والخل الذي لا يزايل

  إذا ذكر الناس الملاح بأسرها ... فأنت فتاها والمليك الحلاحل

  لحاظك إن هبنا وأقلام أحمد ... فقد فعلوا ما القتل والأسر فاعل

  حفيد الذي خاض الجيوش بعزمه ... وكل كميّ واقف متضائل

  وأقلام ذا تغني عن السيف والقنى ... يعيش بها حق ويهلك باطل

  تقول قناه آه من قلم له ... ضعيف يقاويني قصير يطاول

  أأحمد لو لم يأت ذا المجد كله ... إليك انقيادا لاقتضته الشمائل

  إذا العلما أحيوا بغيث علومهم ... فوابلهم طلّ وطلك وابل


(١) نشر العرف ١/ ٥٦٤.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ٢١.