نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 65 - الجزء 1

  أديب شاعر، فجاء كما قلت فيه:

  حوى دررا لو قلّد الأفق مثلها ... لأطفى من الشمس المنيرة عينها

  إذا نظرته الخود قالت سطوره ... بني الفهم أين الفرق بيني وبينها

  أليس سوادي والبياض تقارنا ... فأبطلن من سحر العقول جفونها

  ولي بالمعاني ما يشابه خدّها ... ولست ملولا للمحبين دونها

  ويحملني الملك المتوّج دائما ... إذا حملت كفّاه حينا يمينها

  ولم أحبس عنان أدهم القلم عن فائدة استطراد به لها فعل الكميت، ونادرة لا يكون لها غير القلب بيت، يرتاح لها القاري، ويحمد بها صباحه الساري «فلّذات الهوى في التنقل»، والتزام جادّة الجدّ فيه مما يثقل، فقام لنديمه مقام الراح على الأقاح، أو على الوجوه الصباح وقت الإصطباح، وذكرت فيه النسبة إلى البلدان والعشائر، وميّزت بين الإقليم الأول والثاني إلى السابع تمييز فهم شاعر، إلّا ما شذّ عني نسبه أو نسبته وهو القليل، ناقلا ذلك عن الفضلاء أهل التحصيل، فصار كما قلت:

  كتاب إذا ما الشمس أكسف وجهها ... أغار محيّاها من الحسن مقياسا

  ولو لمح الروض النضير جماله ... لما وصف المنثور والورد والآسا

  ويسكر قاريه فيحسب ذاهلا ... بأن رقيم الطرس يضمر شمّاسا

  وإن شئت ربّ الملك أولاك قيصرا ... وإن شئت ربّ الحرب أولاك حباسا

  وكم ملك سامي المحل يريكه ... نديما وما يرضى الكواكب جلاسا

  وذي أدب لو تجحد الشمس فضله ... لأضحى لها وهي المنيرة طمّاسا

  يحلي السها حلي الغزالة مدحه ... ويضحي لقرص الشمس بالذم بسّاسا

  كتاب يعيد المرء بالأنس مسفرا ... إذا ما تلاه باسر الوجه عبّاسا

  وأردت مع التبرك بذكر شيعة ذلك الإمام الآخذ بحكمة الحكيم السهروردي⁣(⁣١) في قوله:


(١) عمر بن محمد بن عبد اللّه بن عموية. أبو حفص شهاب الدين القرشي التيمي البكري السهروردي: فقيه شافعي. مفسر. واعظ من كبار الصوفية. مولده في «سهرورد» سنة ٥٣٩ هـ ووفاته ببغداد سنة ٦٣٢ هـ كان شيخ الشيوخ ببغداد. وأوفده الخليفة إلى عدة جهات رسولا. وأقعد في آخر عمره، فكان يحمل إلى الجامع في محفة. له كتب، منها «عوارف المعارف - ط». =