نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 67 - الجزء 1

  علي # شعراء، منهم: أبو الأسود⁣(⁣١) والنجاشي⁣(⁣٢).

  وهو عند العرب غاية الفخر، ومنتهى الفضيلة، وكانوا يلقون كسرى بالسيوف كما في ذي قار ولا يلقون الشعراء إلّا بالخضوع التام، وكانوا به يرفعون وبه يضعون.

  قال القاضي الرشيد في الرسالة الحقيبية: إنما وضع باهلة عند العرب هجاء من هجاهم، ورفع بني غني وهو أخو باهلة من مدحه.

  وعند اليونانيين من الفلاسفة: أنه قضايا تتأثر به النفس انقباضا عند قبحه، وانبساطا عند حسنه، ولا يشترط فيما شمله جدّهم الوزن، وإنما الشرط التخييل وتحسين الصوت مما يزيده.

  والرجز، قيل: إنه من الشعر، وقيل: لا، لأن النبي ÷ ارتجز بيتين يوم الخندق ولا يجوز أن يكون شاعرا، للآية⁣(⁣٣).

  والموشّح شيء اخترعه المغاربة ولا تعرفه العرب، ثم تبعهم أهل مصر والشام والجزيرة والعراق واليمن، إلّا أن ما نظمه المغاربة غير ملحون بل رقيق الحواشي، وغيرهم وضع شيئا اشترط فيه اللحن وهو حلو يشوق ويروق، ومنه الرباعيات والموّال وغير ذلك، وملاك الأمر لمن أراد التأليف تقديم حسن النيّة حتى لا يؤاخذ بقوله، ولا يراعى فيه هوى مخلوق بما يسخط الخالق، كمن لا يبالي إن ألّف لملك بما قال، فإنه يخلد قوله إن حقا وإن كذبا، وقد ذكر أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري الصوفي في الرسالة⁣(⁣٤): إن الجاحظ رؤي في المنام فقيل له: ما فعل اللّه بك؟ فقال:

  فلا تكتب بكفّك غير شيء ... يسرّك في القيامة أن تراه

  وليس لملك ولا رئيس يحب تخليد الذكر والشهرة شيء أنفس ولا أبقى من الشعر، وبهذا كانت العرب تنافس فيه، واعتبر حال سيف الدولة فإنه كان بيده بعض مملكة الشام فصار بعد فنائه كأنّه حيّ خالد يعرفه العامي والسوقي، كيف


(١) انظر ترجمته تحت رقم (٩١).

(٢) انظر ترجمته تحت رقم (١٣٦).

(٣) إشارة إلى قوله تعالى: {وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} سورة يس:

الآية ٦٩.

(٤) الرسالة القشيرية ٢/ ٧٢١.