[64] الشيخ الحسين بن عبد الصمد العاملي
  من مدام تظنّها هي نجما ... ضوّأ اللّيل أو مجاجة شمس(١)
  وتراها إذا أجدّت سرورا ... وارتياحا للشّارب المتحسّي(٢)
  أفرغت في الزّجاج من كلّ قلب ... فهي محبوبة إلى كلّ نفس
  وتوهّمت أنّ «كسرى أبروي ... ز» معاطيّ، و «البلهبذ» أنسي(٣)
  حلم مطبق على الشّكّ عيني ... أم أمان غيّرن ظنّي وحدسي؟!(٤)
  وكأنّ «الإيوان» من عجب الصّن ... عة سور في جنب أرعن جلس(٥)
  يتظنّى من الكآبة إذ يب ... دو لعيني مصبّح أو ممسّي:(٦)
  مزعجا بالفراق عن أنس إلف ... عزّ، أو مرهقا بتطليق عرس
  عكست حظّه اللّيالي، وبات ال ... مشتري فيه وهو كوكب نحس(٧)
  فهو يبدي تجدّدا وعليه ... كلكل من كلاكل الدّهر مرسي(٨)
  لم يعبه أن بزّ من بسط الدّي ... باج، واستلّ من ستور الدّمقس(٩)
= ابن بسطام الذي كان أبوه يمدحه (ط القدسي ٥٠٢، ط الحلبي ٤٩٣).
(١) المجاجة: الريق، عصارة كل شيء.
(٢) أجدت: أحدثت، المتحسى: الذي يشرب شيئا بعد شيء.
(٣) البلهبذ: معنى كسرى أبرويز: ذكره ياقوت في الكلام على «قصر شيرين». وشيرين هي حظية كسرى. والفرس يقولون: كان لكسرى أبرويز ثلاثة أشياء لم يكن لملك ولا بعده مثلها: فرسه شبديز، وجاريته شيرين، ومغنيه وعوّاده بلهبذ.
(٤) الحدس: التوهم.
(٥) الجوب: من معانيه الترس، وقد فسر بعض الأدباء هذا البيت بهذا المعنى؛ وليس كذلك لأن (الجوب) مصدر جاب الشيء: خرقه؛ والصخرة نقبها. وفي التنزيل العزيز {وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ} (٩ الفجر). فالشاعر هنا يشبه القصر بأنه لضخامته كأنه خرق أو نحت في الجبل.
الأرعن: الجبل ذو الرعن وهو أنف يتقدم الجبل. الجلس: الجبل العالي.
(٦) وإخوتها «أن يبدو». يتظنى: يظن.
(٧) المشتري: وهو كوكب سعد؛ ولكن الشاعر يقول أنه انقلب كوكب نحس بما أصاب القصر من مصائب.
(٨) الكلكل: الصدر أو ما بين الترقوتين.
(٩) بز: سلب. استل: انتزع وأخرج كما ينتزع السيف من الغمد.
الديباج: الثوب الذي سداه ولحمته حرير؛ فارسي معرب، أصله «ديوباف» أي نساجة الجن.
الدمقس: الحرير الأبيض. جاء في «المعرب» (١٥١) أنه «القز الأبيض وما يجري مجراه في البياض والنعومة؛ أعجمي معرب. وقد تكلمت به العرب قديما».