نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[67] أبو سليمان، داود بن سلم التيمي، مولى

صفحة 90 - الجزء 2

  فأسنى جائزته ثم استأذنه في الخروج، فأذن له وأعطاه ألف دينار ولم يعنه أحد من غلمانه، فظنّ أن حربا ساخطا عليه، فرجع إليه وأخبره بشأنهم، فقال:

  سلهم لم فعلوا ذلك؟ فقالوا: إننا ننزل من جاءنا ولا نرحل من خرج عنا، فبلغ خبرهم الغاضري صاحب النوادر فقال: أنا يهودي إن لم يكن ما قال الغلمان أحسن من شعرك⁣(⁣١).

  ما أحسن قول أبي الفضل أحمد بن محمد الخازن⁣(⁣٢) في أبي القاسم هبة اللّه بن الحسين الأهوازي الحكيم وقد أضافه وأدخله بستانه وداره وحمّامه:

  وافيت ساحته فلم أر خادما ... إلّا تلقّاني بوجه ضاحك

  ودخلت جنّته وزرت جحيمه ... فشكرت رضوانا ورامة مالك

  والبشر في وجه الغلام إمارة ... لمقدّمات حياة وجه المالك

  وأما أمير المؤمنين المأمون فإنه قال يدل على حلم الرجل سوء أدب غلمانه، نعم صدق المأمون، وليس من ذلك.

  قال بعضهم: لبثت يومين لا أجد ما آكل، ففي اليوم الثالث قلت: أمضي إلى صديقي فلان لعلّي أتغدى معه، فقصدت داره، وكان من المياسير، فقلت لغلام في بابه: استأذن لي مولاك، فقال: إعطني قرصا آكله وأستأذن، فهالني حاله وزاد جوعي وهربت.

  ومما يؤثر من سوء أخلاق الغلمان أنه كان لرجل عبد قد برم بخدمته فما زال سيّده يوصيه بالفراهة في الخدمة، وقال له: متى أرسلتك لحاجة ثم قدرت أن تضمّ إليها أخرى فافعل، فلبث أياما، وعرضت لسيّده علّة فبعثه ليجيء بالطبيب فجاء به وجاء بغاسل الموتى أيضا، فقال: ويحك ما هذا؟ قال: يا مولاي الحاجة الأخرى التي وصيتني بها.


(١) الأغاني ٦/ ٢٥.

(٢) أحمد بن محمد بن الفضل، أبو الفضل ابن الخازن: شاعر، اشتهر بجودة الكتابة. أصله من الدينور، ومولده ببغداد سنة ٤٧١ هـ ووفاته فيها سنة ٥١٨ هـ، له «ديوان شعر».

ترجمته في:

شذرات الذهب ٤: ٥٧ ووفيات الأعيان ١/ ١٤٩ - ١٥١ وفي مرآة الزمان ٨: ٧٦ وفاته سنة ٥١٢، الاعلام ط ٤/ ١ / ٢١٤.