نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[70] أبو علي، دعبل بن علي بن رزين بن سليمان

صفحة 109 - الجزء 2

  جمع الوتر الذي يشدّ على عود اللهو، وجمع الوتر الذي هو الذحل ففيه تورية سافرة النقاب، متلألأة من وراء الحجاب.

  وقيل: كان دعبل في شبيبته شاطرا، فقتل صيرفيا ظن أن كيسه معه فوجد في كمّه رمانا، فهرب من الكوفة.

  ودخل عبد اللّه بن طاهر على المأمون فقال له: أعهدتني تحفظ لدعبل، قال: أحفط أبياتا له في أهل بيت أمير المؤمنين، فقال: هاتها، فأنشده:

  سقيا ورعيا لأيام الصبابات ... أيام أرفل في أثواب لذّاتي

  أيام غصني رطيب من ليانته ... أصبو إلى غير جاراتي وكنّاتي

  دع عنك ذكر زمان فات مطلبه ... واقذف برجلك من متن الجهالات

  واقصد بكلّ مديح أنت قائله ... نحو الكرام بني بنت الكرامات⁣(⁣١)

  فقال المأمون: واللّه إنه وجد مقالا، فقال: ونال بعد بذكرهم ما لا يناله بغيرهم، ولقد أحسن في وصف سفر سافره فطال عليه ذلك السفر، فقال:

  ألم يأن للسفر الذين تحمّلوا ... إلى وطن قبل الممات رجوع؟

  فقلت ولم أملك سوابق عبرة ... قطعن بما ضمّت عليه ضلوع

  تبيّن، فكم دار تفرق أهلها ... وشمل شتيت عاد وهو جميع⁣(⁣٢)

  طوال الليالي صرفهنّ كما ترى ... لكلّ أناس جدبة وربيع⁣(⁣٣)

  ثم قال المأمون: ما سافرت قط إلّا كانت هذه الأبيات نصب عيني وهجيراي ومسئلتي حتى أعود⁣(⁣٤).

  قال أبو الفرج: كان المعتصم يبغض دعبلا لطول لسانه، فبلغ ذلك دعبلا أنه يريد اغتياله، فهرب إلى الجبل وقال يهجوه:


(١) الأغاني ٢٠/ ١٦٧، ابن عساكر ٥/ ٢٢٩، معاهد التنصيص ٢٧٣، عصر المأمون ٣/ ٢٥٩، دائرة المعارف لوجدي ٤/ ٤٥.

(٢) جميع: قوي شديد.

(٣) ابن عساكر ٥/ ٢٢٩، أعيان الشيعة ٣٠/ ١٦٩، الأغاني ٢٠/ ١٦٧، دائرة المعارف لوجدي ٤/ ٤٥، المدائح النبوية ١٠٥، معاهد التنصيص ٢٧٣، ديوانه ١٧٠.

(٤) الأغاني ٢٠/ ١٦٧ - ١٦٨.