نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[70] أبو علي، دعبل بن علي بن رزين بن سليمان

صفحة 110 - الجزء 2

  بكى لشتات البين مكتئب صبّ ... وفاض لفرط الدمع من عينه غرب

  وقام أمام لم يكن ذا هداية ... فليس له دين، وليس له لب

  وما كانت الأنباء تأتي بمثله ... يمّلك يوما، أو تدين له العرب

  ولكن كما قال الذين تتابعوا ... من السلف الماضين إذ نظم الخطب

  ملوك بني العباس في الكتب سبعة ... ولم تأتنا عن ثامن لهم الكتب⁣(⁣١)

  كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة ... كرام إذا عدوا، وثامنهم كلب

  وإني لأعلي كلبتهم عنك رفعة ... لأنك ذو ذنب، وليس له ذنب⁣(⁣٢)

  وسأله بعض أصحابه: أنت قائل البيت السابع؟ قال: لا واللّه، وإنما قاله إبراهيم بن المهدي ليشيط بدمي مكافأة على هجائي إياه.

  وأخبر دعبل قال: لما هربت من الخليفة بتّ ليلة بنيسابور وحدي، وعزمت على أن أفعل قصيدة في عبد اللّه بن طاهر في تلك الليلة، فإني لفي ذلك والباب مردود إذ سمعت السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته، أألج يرحمك اللّه، فاقشعرّ بدني من ذلك ونالني أمر عظيم، فقال: لا ترع، فإني من إخوانك الجن من ساكني اليمن، طرأ علينا طار من أهل العراق فأنشدنا قصيدتك «مدارس آيات ...» فأحببت أن أسمعها منك، فأنشدته إيّاها، فبكى حتى خرّ، ثم قال: لا أحدثك رحمك اللّه حديثا يزيد في نيّتك ويعنك على التمسك بمذهبك؟ قلت:

  بلى، قال مكثت حينا أسمع بذكر جعفر بن محمد، فسرت إي المدينة، فسمعته يقول: حدثني أبي عن أبيه عن جده: إن رسول اللّه ÷ قال: علي وشيعته هم الفائزون، ثم ودّعني لينصرف، فقلت: رحمك اللّه إن رأيت أن تخبرني باسمك، قال: أنا ظبيان بن عامر⁣(⁣٣).

  وقال أبو عبد اللّه أحمد بن حمدون النديم: لقد رأيت الملوك في مقاصيرها، ومجامع حفلها، فما رأيت أغزر أدبا من الواثق، خرج علينا ذات يوم


(١) الملوك السبعة هم: أبو العباس السفاح، أبو جعفر المنصور، المهدي، الهادي، الرشيد، الأمين، المأمون.

(٢) الأغاني ٢٠/ ١٥٧ - ١٥٨، معاهد التنصيص ٢٧١، أعيان الشيعة ٣٠/ ٢٩١، آداب اللغة العربية ٢/ ٧٢، لسان الميزان ٢/ ٤٣١، تاريخ ابن عساكر ٥/ ٢٣٦، ديوانه ١٢٩ - ١٣٠.

(٣) الأغاني ٢٠/ ١٥٥، عيون أخبار الرضا ٢٨٠، معاهد التنصيص ١/ ٢٠٥، سفينة البحار ١/ ١٨٧.