[73] الرباب بنت امريء القيس بن عدي بن أوس بن
  ولا خبيصا إلّا حملته معه، فنزلوا بالسّيالة(١)، فأمر زيد بالطعام أن يقدّم، فلما جيئ بالأطباق أقبل أغيلمة من الأنصار ليسلّموا على زيد، فلما رآهم صاح: أوّاه إرفعوا إرفعوا وهلموا الماء الحار، فلما كان الغد أمر بتقديمه، فأسخن وجيء به فإذا مشيخة من قريش قد جاؤه مسلّمين، فأمر برفعه، فلما انصرفوا أمر بردّه وقد برد، فقال لأشعب: هل يمكن أن تسخّن هذه الدجاج، فقال: أخبرني عن دجاجك؟ هذه هي من آل فرعون فهي تعرض على النار بكرة وعشيّا(٢).
  وأسند أبو الفرج: عن إبراهيم بن المهدي بن المنصور قال: لما ولّاني الرشيد خراسان استصحبت معي عبيدة بن أشعب المديني صاحب النوادر في الطمع، فركبت في الطريق حمارة وهو عديلي، فاشتد البرد ذات ليلة فدعوت بدوّاج(٣) لاستدفئ به، ثم قلت لابن أشعب: ما بلغ من طمع أبيك؟ فقال: خل طمع أبي فأعجب منه طمع ابنه، قلت: وما ذاك؟ قال: لما استدعيت آنفا بالدوّاج لم أشك إنك تجعله علي فغلبني الضحك وخلعت عليه الدوّاج، ثم قلت: ما أحسب أن لك قرابة بالمدينة، قال: اللهم اغفر إليّ بالمدينة قرابات وقرابات، قلت: أيكونون عشرة قال: وما عشرة؟ قلت: فعشرين؟ قال: لا تذكر العشرات ولا المئين وتجاوزهما إلى الألوف، وما أكثر من ذلك، قلت: كيف وليس بينك وبين أشعب أحد، فقالت: إن زيد بن عمرو بن عثمان تزوّج سكينة بنت الحسين # ثم استأذنها في الحج فأبت أن تأذن له إلّا أن يخرج معه أشعب فيكون عينا لها عليه لئلا يتخذ جارية أو يعرّج على جواريه بالعرج، وكان أشعب يخف على قلبها ويختص بخدمتها، فخرج وخرج أبي معه، وكان لزيد فرس بهي المنظر، حظي عنده وله سرج وحلّة لا يركب بهما إلّا في يوم زينة وله طيب كذلك، فنزل زيد بقرية من العرج(٤)، فاستدعى أبي وأحضر صرّة فيها أربعمائة
(١) السيالة: أرض يطؤها طريق الحاج، قيل: هي أول مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكة، قال ابن الكلبي: مر تبع بها بعد رجوعه من قتال أهل المدينة وواديها يسيل فسماها السيالة. «معجم البلدان ٣/ ٢٩٢».
(٢) الأغاني ١٦/ ١٦٦ - ١٦٧.
(٣) الدوّاج: ضرب من الثياب «لسان العرب ٢/ ٢٧٧».
(٤) العرج: قرية جامعة في واد من نواحي الطائف، إليها ينسب الشاعر العرجي «معجم البلدان ٤/ ٩٨».