نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[73] الرباب بنت امريء القيس بن عدي بن أوس بن

صفحة 138 - الجزء 2

  الأصبهاني كعادته في بسط الأخبار التي تتعلق بالمخنثين، لأنها كانت شكسة الخلق، وكذاك نساء تيم وكانت أختها أم طلحة تحت الإمام أبي محمد الحسن ابن علي، وكان يقول: واللّه لربما حملت ووضعت وهي لي مصارمة⁣(⁣١).

  ولما قتل عبد الملك بن مروان مصعبا تزوّج عائشة عمر بن عبد اللّه بن معمر فحمل إليها خمسمائة ألف درهم مهرا، ومثلها هدية وقال لمولاتها: لك عليّ ألف دينار إن دخلت عليها الليلة، وأمر بالمال فحمل وألقي في الدار، وغطّي بالثياب، فقالت لمولاتها: ما هذا أفرش أم ثياب؟ قالت: انظري إليه، فنظرت فإذا المال، فتبّسمت فقالت لمولاتها: أجزاء من ساق هذا أن يبيت عزبا؟⁣(⁣٢) قالت: لا، ولكن لم أتزيّن ولم أستعد، قالت: «بم ذا، فو اللّه لوجهك أحسن من كل زينة وما تمدّين يدك إلى طيب أو ثياب إلّا وهو عندك، وقد عزمت عليك أن تأذني الليلة! قالت: نعم، فذهبت إليه، فقالت: بت بنا الليلة، فجاءهم عند العشاء الآخرة فأدنى له طعام فأكله كله حتى أعرى الخوان فسأل عن المتوضّأ فأخبرته، ثم قام يصلي حتى ضاق صدر المولاة⁣(⁣٣) ونامت، ثم قال:

  عليكم إذا فأدخلته وأسبلت الستر عليهما وعدّت له في بقيّة الليلة على قصرها سبعة عشر مرة دخل المتوضأ فيها، فلما أصبح وقفت على رأسيهما فقال:

  أتقولين شيئا؟ قالت: نعم، واللّه ما رأيت مثلك أكلت أكل سبعة، وصلّيت صلاة سبعة، ونكت نيك سبعة، فضحك وضرب بيده على منكب عائشة وقال: كيف رأيت ابن عمّك، فضحكت، وغطّت وجهها وقالت:

  قد رأيناك فلم تحل لنا ... واختبرناك فلم نرض الخبر

  ذكر ذلك الأصبهاني في الأغاني⁣(⁣٤)، وقد ذكرت أنه يرتاح للأخبار المؤنثة حتى كأنه مخنثا عفى اللّه عنه.

  قال: ولما تأيّمت كانت تقيم بالمدينة عاما وبمكة عاما، وتخرج إلى مال لها بالطائف فتجلس بالعشيّات في قصر لها وتناضل بين الرّماة، فمرّ بها


(١) المصارمة: المقاطعة، الأغاني ١١/ ١٨١.

(٢) العزب: من لا زوج له، رجلا كان أو امرأة.

(٣) في هامش الأصل: «لمولاتها».

(٤) ١١/ ١٨٩ - ١٩٠.