نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[73] الرباب بنت امريء القيس بن عدي بن أوس بن

صفحة 139 - الجزء 2

  النّميريّ⁣(⁣١) الشاعر فقالت: أنشدني مما قلت في زينب⁣(⁣٢)، فامتنع وقال: ابنة عمّي وقد صارت عظاما بالية، فأقسمت عليه فأنشدها:

  مررن بفخّ ثم رحن عشيّة ... يلبّين للرحمن معتمرات⁣(⁣٣)

  يخمرن أطراف الثياب من التّقى ... ويخرجن شطر الليل معتجرات⁣(⁣٤)

  تضوّع مسكا بطن نعمان إن مشت ... به زينب في نسوة خفرات

  قالت: واللّه ما ذكرت إلّا جميلا، ولا قلت إلّا كرما وطيبا، اعطوه ألف درهم، وتعرّض لها في الجمعة الآخرة فقالت: عليّ به، ثم قالت: انشدني من شعرك في زينب قال: أو أنشدك من شعر الحارث⁣(⁣٥) فيك؟ فوثب مواليها إليه، فقالت: دعوه، فإنه استقاد لابنة عمّه، هات فأنشدها قول الحارث بن خالد المخزومي فيها لما رحل بها مصعب عن مكة:

  رحل الأمير بأحسن الخلق ... وغدوا بلبّك مطلع الشّرق

  وتنوء تثقلها عجيزتها ... نهض الضعيف ينوء بالوسق⁣(⁣٦)


(١) هو محمد بن عبد اللّه بن نمير بن خرشة النميري: شاعر غزل، من شعراء العصر الأموي، كان كثير التشبيب بزينب أخت الحّجاج، تهدده الحجاج، فلم يأبه له النميري، توفي في الطائف نحو سنة ٩٠ هـ.

(٢) هي زينب بنت يوسف، أخت الحجاج بن يوسف الثقفي - راجع الهامش السابق.

(٣) فخّ: واد بمكة «معجم البلدان: مادة فخ»، الاعتماد في الشرع: زيارة البيت الحرام، بشروط مخصوصة.

(٤) اعتجر فلان بالعمامة: لفّها على رأسه ورد طرفها على وجهه، وفي الحديث: «أنه دخل مكة يوم الفتح معتجرا بعمامة سوداء».

(٥) الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي، من قريش: شاعر غزل، من أهل مكة. نشأ في أواخر أيام عمر بن أبي ربيعة. وكان يذهب مذهبه، لا يتجاوز الغزل إلى المديح ولا الهجاء.

وكان يهوى عائشة بنت طلحة ويشبب بها. وله معها أخبار كثيرة، وكان ذا خطر وقدر ومنظر في قريش، ولاه يزيد بن معاوية إمارة مكة، فظهرت دعوة عبد اللّه بن الزبير، فاستتر الحارث خوفا، ثم رحل إلى دمشق وافدا على عبد الملك بن مروان، فلم ير عنده ما يحب، فعاد إلى مكة، وتوفي بها نحو سنة ٨٠ هـ. جمع الدكتور يحيى الجبوري ما وجد من شعره في كتاب «شعر الحارث بن خالد المخزومي - ط»

ترجمته في:

الأغاني ٣/ ٣٠٨ - ٣٣٩، و ٩: ٢٢٧ وتهذيب ابن عساكر ٣: ٤٣٧ وخزانة البغدادي ١: ٢١٧ ومجلة الأديب: يناير ١٩٧٣، الاعلام ط ٤/ ٢ / ١٥٤.

(٦) الوسق: مكيلة معلومة، وهي ستون صاعا، والصاع خمسة أرطال وثلث.