نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[74] أبو المعالي ضياء الدين، زيد بن يحيى بن

صفحة 148 - الجزء 2

  قلت: بيعة الشجرة بها أعطاه الأدب بيعة الرضوان، فرقصت فرحا حتى القضب بالعيدان، ولم يسبق إليها شاعر ولا حشرج، وللّه أو من آخرون وخرج.

  وأنشدني من شعره الجامع بين ظبا الكناس، وأسود الأجناس في الحماسة المدمّجة بالغزل وهو الافتتان:

  هاب عينيك عاشق لا يهاب ... وبها يغلب الفتى الغلاب

  ذل قلبي لمقلتيك وعطفيك ... وما رعنه الظبا والحراب

  أعين قد أسلنها من جفون ... فغدت تستقي بها الأعشاب

  وقوام سئلت هل فيه ميل ... قلت عني وما أنا الكذاب

  غرني وعده كما غر يوما ... ظاميا في لظى البقاع السراب

  كيف لي باللقا ودون حما الظبي ... أسود بهم يعزّ الجناب

  صون عرضي وخوف سخط حبيبي ... صدّني عنه لا الحماة الغضاب

  كنت لو يرتضي أزور ولو خضت ... سيوفا يموج منها العباب

  بيدي صارم متى ما انتضته ... روّع الأسد من شباه الذئاب

  وأصمّ الكعوب يبدي سنانا ... مثلما جد باللسان السباب

  بهما أخرق الصفوف إلى أن ... أشهد البدر حوله الأتراب

  وتقول الوشاة عند دخولي ... أين ذاك الحجاب والحجّاب

  غاض صبري عن المليح وفاضت ... عبرتي واعترى جنابي التهاب

  فرق ما بين حالتيّ فللزف ... رة مرقا وللدموع انصباب

  همت و؟ جدا بفاضح الغصن والب ... در بما ضم برده والنقاب

  قمر تختفي لدى وجهه الشم ... س كما غضّ من سناها السحاب⁣(⁣١)

  وله من قصيدة كتبها إلى السيد علي بن قاسم العادل الأديب:

  نفس المحب من اللوام قد ألمت ... إن صدها عنكم الواشي فلا سلمت

  والعين إن شبهتكم بالملاح فلا ... رقت ولا عادها النوم الذي عدمت

  أما الحشا فهي بالسلوان باخلة ... عنكم ولكن جفوني بالبكا كرمت

  تنثي الدموع لكم عيني فقد ألفت ... تلك القريحة نثر الدمع وانسجمت


(١) بعضها في نشر العرف ١/ ٧٠٤.