نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[1] أبو العباس، إبراهيم بن العباس

صفحة 75 - الجزء 1

  يده منهم موالي يزيد، وكان محمد بن صول من رجال الدولة العباسية ودعاتها⁣(⁣١).

  وأما إبراهيم بن العباس وأخوه عبد اللّه فكانا من الكتّاب، وكان عبد اللّه أسّنهما وأشدّهما، وإبراهيم آدبهما وأحسنهما شعرا، وكان يقول الشعر ويختاره ويسقط أوّله، ثم يسقط الوسط، ويسقط ما سبق إليه فلا يدع من القصيدة إلّا اليسير وربما لم يدع إلّا بيتا أو بيتين، وكان إبراهيم وأخوه من صنايع ذي الرئاستين، وتنقّل إبراهيم في الأعمال إلى أن مات بسرّ من رأى⁣(⁣٢).

  وكان دعبل يقول: لو تكسّب إبراهيم بالشعر لتركنا في غير شيء⁣(⁣٣).

  وأخبر أبو بكر الصولي قال: انصرف إبراهيم بن العباس يوما من دار المتوكل فقال لنا: أنا واللّه مسرور بشيء، فقلت له: وما ذاك أعزّك اللّه؟ قال:

  كان أحمد بن المدبّر، رفع إلى أمير المؤمنين إن بعض عماله اقتطع مالا وكان صادقا فيما قال، وما كنت قد رأيت الهلال على وجه أمير المؤمنين إلّا تلك الساعة، فدعوت له وضحك، فقال لي: إن أحمد بن المدبّر قد رفع على عاملك أنه اقتطع من المال كذا وكذا، فعلمت أنه صادق وضاقت عليّ الحجة، وخفت أن أحقق قوله ذلك إن اعترفت ثم لا أرجع منه إلى شيء فيعود عليّ الغرم فعدلت عن إقامة الحجة إلى تدبير الحيلة، فقلت:

  ردّ قولي وصدّق الأقوالا ... وأطاع الوشاة والعذّالا

  أتراه يكون شهر صدود ... وعلى وجهه رأيت الهلالا

  فتهلل وقال: لا يكون واللّه كذلك، فبحياتي يا إبراهيم زد فيهما بيتين حتى يغنّى فيهما، فقلت: نعم يا سيدي، على أن يطالب صاحبي بقول أحمد، فقال


= عاش ثماني وأربعين سنة «وفي أنباء نجباء الأبناء ١٢٤ ما موجزه: «أراد المهلب أن يمتحن فطنة ولده يزيد في حال غلوميته، فقال له: يا بني ما أشد البلاء؟ قال: يا أبة معاداة العقلاء، ومسألة البخلاء، وتأمر اللوماء على الكرماء، فسر المهلب، وقال: إن بقيت يا بني لترمين الغرض الأقصى» والأعلام ط ٤/ ٨ / ١٨٩ - ١٩٠.

(١) الأغاني ١٠/ ٥٢.

(٢) ن. م. ١٠/ ٥٣ - ٥٤.

(٣) ن. م. ١٠/ ٥٤، وفيات الأعيان ١/ ٤٦.