نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[76] أبو اليمن، زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن

صفحة 165 - الجزء 2

  لأن كان حكم النجم لا شك واقعا ... فما سعينا في ردّه بنجيح

  وإن كان بالتدبير يبطل حكمه ... فقد صحّ إن الحكم غير صحيح

  وكان شخص يعرف بابن بشران مرجّفا بمصر، فمنعه الحاكم الخليفة، فادّعى التنجيم، فقال فيه الشاعر:

  إن ابن بشران ولست ألومه ... من خيفة السلطان صار منجّما

  طبع المشوم على الفضول فلم يطق ... في الأرض إرجافا فأرجف في السما

  وقد مرّ قول الرئيس: إن علم التنجيم من أقسام الطبيعي الفرعية، وقال:

  هو علم تخميني لا تحقيقي.

  وما أحسن قول القاضي الحسن بن علي الهبل⁣(⁣١):

  لخالقنا - سبحانه - الحلّ والعقد ... فلا زحل نحس، ولا المشتري سعد

  شقاء وسعد؛ ذو الجلال قضاهما ... على العبد؛ ما من واحد منهما بدّ

  وقد جعل «التخيير» غير مضيّق ... إلى العبد؛ فليذهب بما شاءه العبد

  فبعدا وسحقا للمنجّم إنّه ... أتى بمقال يقشعر له الجلد⁣(⁣٢)

  وما هي يا مغرور إلّا كواكب؛ ... يسيّرهنّ الواحد الصّمد الفرد⁣(⁣٣)

  ليس يلزم المنجم الكفران، قال: إن اللّه خلقها مريده، أو أحياء، أو مؤثرة، نعم يلزمه القول بقدمها كما هو مذهب اليونان.

  وحكى الشيخ صلاح الدين الصفدي في الغيث: إن الشيخ تاج الدين المذكور كان ممتحنا بكثرة السؤالات المشكلة.

  رأيت بخط الشيخ علاء الدين الكندي الوداعي: إنها حضرت إلى الشيخ تاج الدين أسئلة من مصر في قول القائل: اللهم إني أسألك خير ما سأل العبد ربّه، هل ينتصب ربه أو يرتفع، فكتب: ينتصب، والشيخ علم الدين السخاوي حاضر، فرأى ما كتب وخاف أن يخرج الجواب عن الشيخ بالخطأ، فقال: يا مولانا، تثبّت في الجواب، فقال: النصب. فقال: على ماذا رفعت خير؟ قال:


(١) ترجمه المؤلف برقم ٤٦.

(٢) فبعدا وسحقا، السحق: البعد: يقال سحقا له: أي أبعده اللّه عن رحمته.

(٣) كاملة في ديوان الهبل ١٠١.