[78] الإمام أبو الحسين، زيد بن الإمام السجاد
  قلت: وإلى قوله هذا يشير ولده يحيى بن زيد(١) المقتول بالجوزجان:
  يا ابن زيد أليس قد قال زيد: ... من أحب الحياة عاش ذليلا
  كن كزيد فأنت نجل لزيد ... واتخذ في الجنان ظلا ظليلا
  فسار الإمام أبو الحسين إلى الكوفة، فقال له محمد بن عمر بن علي:
  أذكرك اللّه يا زيد إلّا لحقت بأهلك، ولا تثق بأهل الكوفة، فإنهم لا يفون لك، فلم يقبل.
(١) يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: أحد الأبطال الأشداء. ولد سنة ٩٨ هـ، وثار مع أبيه على بني مروان. وقتل أبوه وصلب بالكوفة، فانصرف إلى بلخ، ودعا إلى نفسه سرا، فطلبه أمير العراق (يوسف بن عمر) فقبض عليه نصر بن سيار. وكتب يوسف إلى «الوليد بن يزيد بن عبد الملك» بخبره، فكتب الوليد يأمره بأن يؤمنه ويخلي سبيله، فأطلقه نصر، وأمره أن يلحق بالوليد، فسار إلى سرخس وأبطأ بها، فكتب نصر إلى عامل سرخس أن يسيره عنها، فانتقل يحيى إلى بيهق ثم إلى نيسابور، وامتنع، فقاتله وإليها عمرو بن زرارة وهو في عشرة آلاف ويحيى في سبعين رجلا، فهزمهم يحيى، وقتل عمرا، وانصرف إلى هراة. ثم سار عنها، فبعث نصر بن سيار صاحب شرطته «سلم بن أحوز المازني التميمي في طلبه، فلحقه في الجوزجان فقاتله قتالا شديدا، ورمي يحيى بسهم أصاب جبهته فسقط قتيلا سنة ١٢٥ هـ، في قرية يقال لها «أرغوية» وحمل رأسه إلى الوليد، وصلب جسده بالجوزجان. وبقي مصلوبا إلى أن ظهر أبو مسلم الخراساني واستولى على خراسان، فقتل سلم بن أحوز وأنزل جثة يحيى فصلى عليها ودفنت هناك. قال الذهبي: وكل من ولد في تلك السنة بخراسان، من أولاد الأعيان، سمي يحيى.، وقال المسعودي: كان يحيى، يوم قتل، يكثر من التمثل بشعر الخنساء».
ترجمته في:
غربال الزمان - خ. والفرق بين الفرق ٣٤، ٣٥ والروض المعطار - خ. وفيه: «قتل وصلب في الجوزجان فأظهرت شيعة بني العباس لبس السواد بسببه» والبداية والنهاية ١٠: ٥ وجمهرة الأنساب ٢٠١ ومقاتل الطالبيين ١٥٢ - ١٥٨ وابن خلدون ٣: ١٠٤ وابن الأثير ٥: ٩٩ والطبري ٨: ٢٩٩ وفيهما وفي تاريخ الإسلام للذهبي ٥: ١٨١ وفي الروض المعطار: مقتله سنة ١٢٥ وهناك رواية ثانية في مقتله: سنة ١٢٦ في رمضان. وانفرد صاحب «الإفادة في تاريخ الأئمة السادة - خ» برواية ثالثة، خلاصتها أن الذي رماه بالسهم، هو داود بن سليمان ابن كيسان، من أصحاب يوسف بن عمر، في آخر المحرم «سنة ١٢٢» وزاد ما مؤداه: «واستخرجه يوسف بن عمر، فحز رأسه، وأرسله إلى هشام ابن عبد الملك، وصلب جسده بالكناسة. سنة وشهرا، ولما ظهرت رايات بني العباس في خراسان، كتب الوليد بن يزيد إلى يوسف أن ينزله عن خشبته ويحرقه، ففعل، وذر رماده في الفرات، وكان عمره يوم قتل ٤٦ سنة - كذا - ولما ظهر أبو مسلم تتبع قتلته. فقتل أكثرهم». وشرح ديوان الخنساء ٢١٥ والمحبر ٤٩٢، الاعلام ط ٤/ ٨ / ١٤٦.