نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[78] الإمام أبو الحسين، زيد بن الإمام السجاد

صفحة 185 - الجزء 2

  خضتم، وإن حوربتم خرتم، وإن اجتمع الناس على إمام طعنتم، وإن أجبتم إلى مشاقّة نكصتم.

  فلم يصغ زيد إلى شيء من ذلك، وأقام على حاله يبايع الناس، ويتجهّز للخروج.

  وتزوّج بالكوفة امرأتين، وكان يتنّقل تارة عند هذه في بني سلمة، وتارة في الأزد عند الأخرى، وتارة في بني عبس، وآونة في بني تغلب إلى أن ظهر سنة اثنتين وعشرين ومائة، وأمر أصحابه بالاستعداد وأخذ من نيّته الوفاء في ذلك، فبلغ يوسف بن عمر فبعث في طلب زيد فلم يوجد، وخاف الإمام زيد أن يؤخذ قبل الموعد الذي بينه وبين الناس وعلى الكوفة يومئذ الحكم بن الصلت في ناس من أهل الشام، ويوسف بن عمر بالحيرة.

  فلما رأى أصحاب زيد أن يوسف بن عمر قد بلغه الخبر، اجتمع إلى زيد جماعة من رؤوسهم فقالوا: رحمك اللّه ما قولك في أبي بكر وعمر؟ قال:

  رحمهما اللّه وغفر لهما، ما سمعت أحدا من أهل بيتي يقول فيهما إلّا خيرا، وإن أشدّ ما أقول فيمن ذكرتم إنّا كنا أحقّ بسلطان رسول اللّه ÷ عن الناس أجمعين، فدفعونا عنه، ولم يبلغ ذلك عندنا كفرا، وقد ولوا فعدلوا في الناس، وعملوا بالكتاب والسنّة.

  قالوا: فلم يظلمك هؤلاء، إن كان أولئك لم يظلموا، وإن كان هؤلاء لم يظلموا، فلم تدعونا إلى قتالهم؟

  فقال: إن هؤلاء ليسوا كأولئك، هؤلاء ظالمون لي ولأنفسهم ولكم، وإنّما ندعوهم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيه وإلى السنن أن تحيى، وإلى البدع أن تطفى، فإن أجبتمونا سعدتم، وإن أبيتم فلست عليكم بوكيل.

  ففارقوه وقالوا: قد سبق الإمام - يعنون الباقر - وجعفر ابنه إمامنا اليوم، فسمّاهم زيد الرافضة، وقيل سمّاهم الرافضة المغيرة العجلي حين رفضوه لقلّة خيره.

  قلت: كلام الإمام أبي الحسين رضوان اللّه عليه أشكل ما في أصول الزيدية، وأما سيرة الخليفتين السيرة المرضية فهو في نهج البلاغة في كثير من خطب أمير المؤمنين رواية الشريف أبي الحسن الرضي، ثم إن قصّة فدك وأخذها