نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[78] الإمام أبو الحسين، زيد بن الإمام السجاد

صفحة 186 - الجزء 2

  وما جرى من القول والفعل من الزهراء ومن علي # يضادّ ما في بعض الخطب العلوية، فدونك فانظر واختر لنفسك ما يحلو.

  وخلاصة الأمر: إن أهل الكوفة فشلوا وأغلق عليهم مسجدهم وبعضهم خذل، وجاء يوسف من الحيرة وجرى قتال وقتل، ثم بعث يوسف جماعة من الخراسانية الناشبة قدر خمسة آلاف فرشقوهم بالنشّاب وقت المساء، والإمام زيد بجبانة الكوفة، فرمي بسهم في جبهته اليسرى ثبت في دماغه، ورجع أصحابه، ولا يظن أهل الشام إلّا أنهم عادوا للمبيت، فأتوا بطبيب فنزع السهم فضجّ الإمام زيد ومات رضوان اللّه عليه لليلتين خلتا من صفر سنة ١٢٢.

  وعمره اثنتان وأربعون سنة.

  فلما مات اختلف أصحابه في أمره، فقال بعضهم نطرحه في الماء، وقال بعضهم نحزّ رأسه ونلقيه في القتلى، فقال ابنه يحيى: واللّه لا تأكل لحم أبي الكلاب، وقال بعضهم: نلقيه في الحفرة التي يؤخذ منها الطين ونرسل عليه الماء ففعلوا ذلك، وكان معه مولى له سندي فدلّ عليه، وقيل رآهم، فصار فدلّ عليه، فتفرّق الناس وسار ابنه يحيى نحو كربلا.

  وتتبّع يوسف بن عمر الجرحى في البيوت حتى دلّ على زيد في يوم جمعة فأخرجه وقطع رأسه وبعثه إلى هشام، فدفع للواصل به عشرة آلاف درهم ونصبه في باب دمشق ثم أرسله إلى المدينة ومنها إلى مصر، وصلب يوسف جسده بالكناسة ومعه ثلاثة من أصحابه، وأقام الحرس فمكث مصلوبا أكثر من سنتين حتى مات هشام وتولّى الوليد فأرسل إلى يوسف أن أنزل زيدا وأحرقه بالنار، فأحرقه وذرى رماده في الرياح، وكان صلبه عريانا، فاسترخى بطنه على عورته فلم ير منها شيء.

  وقال عبد اللّه بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي: سمعت أبي يقول: اللهم إن هشاما رضى بصلب زيد فاسلبه ملكه، وإن يوسف بن عمر أحرق زيد فسلّط عليه من لا يرحمه، اللهم فاحرق هشاما في حياته إن شئت وإلّا فاحرقه بعد موته.

  قال: فرأيت واللّه هشاما محرّقا لما أخذ بنو العباس دمشق، ورأيت يوسف بن عمر بدمشق مقطّعا على كل باب من أبواب دمشق منه عضوا.

  فقلت: يا أبتاه، وافقت دعوتك ليلة القدر، فقال: يا بني بل صمت ثلاثة