[79] السيدة الجليلة زينب ابنة السيد الجليل
  لقد حسنت بك الأيام حتى ... كأنك في فم الدهر ابتسام(١)
  الأخيران من مشهور شعر أبي الطيب، ولقد كاد يشتبه شعر هذه العقيلة بشعره.
  وما أحسن قول مجير الدين بن تميم الدمشقي الأشغردي(٢) في تضمين الآخر:
  أزهر اللوز أنت لكل زهر ... من الأزهار يأتينا إمام
  لقد حسنت بك الأيام حتى ... كأنك في فم الدهر إبتسام
  وكتبت إلى بعض الأعيان تعاتبه:
  ما بال أخلاقك تلك الحسان ... يا بهجة النادي ونور المكان
  تنكرت من بعد تعريفها ... والحال ما امتاز بعطف البيان
  أين الصفا والخلق المرتضى ... حين التداني والزمان الزمان
  وقت إمام العصر من أذعنت ... لأمره فيما مضى الخافقان
  البرّ إسماعيل ذاك الذي ... كان من الرحمن حقا معان
  من مصرها ألقت مقاليدها ... إليه والهند وأقصى عمان
  فرحمة اللّه على وجهه ... تنهلّ ما دارت صروف الزمان
  سرعان ما أنسيت ذاك الصفا ... والأنس في تلك المغاني الحسان
  سقين أياما بتلك الربى ... وذلك العهد وذاك الأوان
  ما كدّر الصفو وغال الولا ... وما لذاك الصدق بي الودّمان
  متى أر خطّك يا سيدي ... يدني إلى السلوان بعد امتحان
  عسى الحكيم العدل في أمره ... الراحم الديّان ذو الامتنان
  مدبّر الأمر على ما يشاء ... في كل يوم منه أمر وشان
  يقضي لنا بالجمع بعد النوى ... من أين لي أنظركم بالعيان
  ودم لكتب العلم ترقى العلى ... حتى تنال السبق يوم الرهان
  سبحان مانحها هذه الرقّة والانسجام.
(١) نشر العرف ١/ ٧١٧ - ٧١٨.
(٢) مرّت ترجمته بهامش سابق.