[80] أبو العباس، سديف بن ميمون، مولى أبي
  والغناء فيهما لأبي العباس الصيمري البغدادي النديم.
  وكان سديف شديد العداوة لبني أميّة.
  وذكر غير أبي الفرج: إن سليمان بن هشام بن عبد الملك كان له هوى مع بني هاشم، وكان أبو العباس السفّاح لما قتل من وجد من بني أمية أمّن سليمان وثمانين رجلا منهم، وكان سديف يحرّضه على قتلهم، فممّا قال في ذلك [من الخفيف]:
  ظهر الحق واستبان مضيّا ... إذ رأينا الخليفة الهاشميّا
  قد أتتك الوفود من عبد شمس ... مستكينين قد أجدّوا المطيّا
  فضع السيف وارفع السوط حتى ... لا ترى فوق ظهرها أمويّا(١)
  وله في ذلك يخاطب أبا العباس [من الوافر]:
  علام وفيم تترك عبد شمس ... لها في كل راعية ثغاء
  أمير المؤمنين أبح دماهم ... فإن تفعل فعادتك المضاء(٢)
  وروى أبو الفرج: إن أبا العباس كان جالسا يوما على سريره وبنو هاشم دونه على كراسي، وبنو أميّة على الوسائد قد ثنيت لهم، إذ دخل عليه سديف مولاه متلثما، وكان حين قدم من المدينة، فلما رأى بني أمية حوله حسر اللثام ثم قال [من الخفيف]:
  أصبح الدين(٣) ثابت الآساس ... بالبهاليل من بني العباس(٤)
  بالصدور المقدمين قديما ... والرؤوس القماقم الرؤاس(٥)
  يا أمير المطهرين من الذم ... ويا رأس منتهى كل راس
(١) الشعر والشعراء ٦٤٧، الكامل للمبرد ١١٧٨، العقد الفريد ٤/ ٤٨٦، شذرات الذهب ١/ ١٨٧، النجوم الزاهرة ١/ ١٣١، أعيان الشيعة ٣٤/ ١٧، شعر سديف ٢٩ - ٣٠.
(٢) تاريخ الطبري ٦/ ٣٢٦، شذرات الذهب ١/ ١٨٧، أعيان الشيعة ٣٤/ ٢٠، أشعار أولاد الخلفاء ٢٩٩، شعر سديف ١٧.
(٣) في هامش الأصل: «الملك».
(٤) الآساس: واحدها أس وقد يقال للواحد أساس وجمعه أسس، البهاليل: جمع بهلول وهو الضحاك ويريد به هنا السيد الجامع لكل خير.
(٥) القماقم والقمقام: أي السيد.