نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[1] أبو العباس، إبراهيم بن العباس

صفحة 81 - الجزء 1

  وحمدونة بنت الرشيد، وعدّة منهن فيهن زبيدة، وألبستها زبيدة البدلة الجوهر التي وهبها لها الرشيد ولم تمد واحدة منهن يدها إلى النثار، فقال المأمون: شرفن أبا محمد وأكرمنها فأخذت كل واحدة منهن حبّة وبقي سائره يلوح على الحصير الذهب، فقال المأمون: قاتل اللّه الحسن بن هاني كأنه شاهد هذا حيث يقول في الحباب:

  كأن كبرى وصغرى من فواقعها ... حصباء درّ على أرض من الذهب⁣(⁣١)

  ثم جمعه كله بيده ووضعه في حجرها وقال لها: سليني حوائجك، فصمتت، فقالت لها جدّتها: كلمي سيّدك، فسألته أن يرضى عن إبراهيم بن المهدي⁣(⁣٢)، فقال: قد فعلت، وسألته أن يأذن لزبيدة بالحج، فأذن لها.

  وقيل: إن المأمون لما دخل بها أرادها، فقالت: {أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا


= صناعة الغناء. من أجمل النساء وأظرفهن وأكملهن فضلا وعقلا وصيانة. كان أخوها إبراهيم بن المهدي يأخذ الغناء عنها. وكان في جبهتها اتساع يشين وجهها فاتخذت عصابة مكللة بالجوهر، لتستر جبينها، وهي أول من اتخذها. وكانت مشغولة باللهو والطرب، وكان أخوها الرشيد يبالغ في إكرامها ويجلسها معه على سريره وهي تأبى ذلك وتوفيه حقه. تزوجها موسى بن عيسى العباسي. وقد لا يكون من التاريخ ما يقال عن صلتها بجعفر بن يحيى البرمكي. لها «ديوان شعر» وفي شعرها إبداع وصنعة. مولدها سنة ١٦٠ هـ ووفاتها سنة ٢١٠ هـ ببغداد.

ترجمتها في:

الأغاني ١٠: ٢٠١، وفوات الوفيات ٢/ ١٩٧، والنجوم الزاهرة ٢: ١٩١، والدر المنثور ٣٤٩، وشذرات ١: ٣١١، ووقعت وفاتها في البصائر والذخائر (ص ٧٤): سنة ٢٢٠ هـ، خلافا للمصادر الأخرى. وأشعار أولاد الخلفاء ٥٥ - ٨٣ وفيه طائفة من شعرها. وفي كتاب «تراجم إسلامية» ص ٢٢ أن قصة «غرام العباسة وجعفر» كانت مستقى لبعض كتاب الخيال الغربيين، فنشرت عنها عدة قصص، منها ما نشره «لاهارب» Laharpe بالفرنسية، وفون هامار Von Hammer بالألمانية. وانظر أعلام النساء ١٠٦٧ - ١٠٧٤ ويلاحظ ما أورد ياقوت ٣:

٢٠٠. الأعلام ط ٤/ ٥ / ٣٥.

(١) ديوان أبي نؤاس.

(٢) إبراهيم بن محمد المهدي بن عبد اللّه المنصور، العباسي الهاشمي، أبو إسحاق، ويقال له ابن شكلة: الأمير، أخو هارون الرشيد. في ترجمته طول وفي أخباره كثرة. ولد سنة ١٦٢ هـ في بغداد ونشأ فيها، وولاه الرشيد إمرة دمشق، ثم عزله عنها بعد سنتين، ثم أعاده إليها فأقام فيها أربع سنين. ولما انتهت الخلافة إلى المأمون كان إبراهيم قد اتخذ فرصة اختلاف الأمين والمأمون للدعوة إلى نفسه، وبايعه كثيرون ببغداد، فطلبه المأمون، فاستتر، فأهدر دمه، فجاءه مستسلما، فسجنه ستة أشهر، ثم طلبه إليه وعاتبه على عمله، فاعتذر، فعفا عنه. وكانت خلافته ببغداد سنتين إلا خمسة وعشرين يوما (٢٠٢ - ٢٠٤ هـ) وتغلب على الكوفة والسواد، والمأمون =