[1] أبو العباس، إبراهيم بن العباس
  تَسْتَعْجِلُوهُ}(١)، فعرف إنها حاضت، ولما أصبح دخل عليها أحمد بن يوسف الكاتب فقال: هنأ اللّه أمير المؤمنين بما أخذ من الأمير باليمن والبركة، وشدة الحركة، والظفر في المعركة، فأنشده المأمون:
  فارس ماض بحربته ... عارف بالطعن في الظّلم
  رام أن يدمي فريسته ... فاتّقته من دم بدم
  فعرض له أحسن ما يكون من التعريض.
  ورأيت في تأريخ القاضي الأديب الفاضل أحمد بن خلكان: أن أبا إسحاق إبراهيم [بن محمد](٢) بن عرفة المنبوز بنفطويه(٣) النحوي الأديب، قال: كنت عند
= بخراسان. وأقام في استتاره ست سنين وأربعة أشهر وعشرة أيام وظفر به المأمون سنة ٢١٠ هـ.
وكان أسود حالك اللون، عظيم الجثة. وليس في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه لسانا، ولا أجود شعرا. وكان سخي الكف. حاذقا بصنعة الغناء. وأمه جارية سوداء اسمها «شكلة» نسبه إليها خصومه. مات في سر من رأى سنة ٢٢٤ هـ. وصلى عليه المعتصم.
ترجمته في:
ابن خلكان ١/ ٣٩، والأغاني ١٠/ ١٢١ - ١٨٤ و ٩٤، ولسان الميزان ١: ٩٨، وتاريخ بغداد ٦: ١٤٢، وأشعار أولاد الخلفاء ١٧ - ٤٩ وفيه طائفة كبيرة من شعره، الأعلام ط ٤/ ١ / ٥٩ - ٦٠.
(١) سورة النحل: الآية ١.
(٢) ما بين المعقوفين من الوفيات.
(٣) إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي العتكي، أبو عبد اللّه المعروف بنفطويه، من أحفاد المهلب ابن أبي صفرة: إمام في النحو. وكان فقيها، رأسا في مذهب داود، مسندا في الحديث ثقة، جالس الملوك والوزراء، وأتقن حفظ السيرة ووفيات العلماء، مع المروءة والفتوة والظرف. ولد بواسط (بين البصرة والكوفة) سنة ٢٤٤ هـ ومات ببغداد سنة ٣٢٣ هـ وكان على جلالة قدره تغلب عليه سذاجة الملبس، فلا يعني بإصلاح نفسه. وكان دميم الخلقة، يؤيد مذهب «سيبويه» في النحو فلقبوه «نفطويه» ونظم الشعر ولم يكن بشاعر، وإنما كان من تمام أدب الأديب في عصره أن يقول الشعر. له عدة كتب، منها «كتاب التاريخ» و «غريب القرآن» و «كتاب الوزراء» و «أمثال القرآن» ولا نعلم عن أحدها خبرا.
ترجمته في:
الفهرست لابن النديم. ومعجم الأدباء ١/ ٢٥٤ - ٢٧٢. ووفيات الأعيان ١/ ٤٧ - ٤٩، ونزهة الألبا ٣٢٦، ولسان الميزان ١: ١٠٩، وفيه «نفطويه على وزن سيبويه» وتاريخ بغداد ٦: ١٥٩ وإنباه الرواة ١: ١٧٦ وجاء اسمه في مخطوطة «الألقاب» لابن الفرضي: «محمد بن إبراهيم» خلافا لسائر المصادر؟، الأعلام ط ٤/ ١ / ٦١.