[83] أبو الغريض، شعبة بن الغريض بن عاديا
  والسموأل بن عاديا الشاعر صاحب الأبلق أخو شعبة المذكور، وكان شعبة من الشيعة الأول، ومن شعره الجيّد البديع:
  لباب يا أخت بني مالك ... لا تشتري العاجل بالآجل
  لباب هل عندك من نائل ... لعاشق ذي حاجة سائل
  لباب داويني ولا تقتلي ... قد فضّل الشافي على القاتل
  علّلته منك بما لم ينل ... يا ربّما علّلت بالباطل
  إن تسألي بي فاسألي خابرا ... والعلم قد يكفي لدى السائل(١)
  ينبيك من كان بنا عالما ... عنّا وما العالم كالجاهل
  أنّا إذا حارت دواعي الهوى ... وأنصت السامع للقائل
  واعتلج القوم بألبابهم ... في المنطق الفاصل والنائل(٢)
  لا نجعل الباطل حقّا ولا ... نلظّ دون الحق بالباطل(٣)
  نخاف أن تسفه أحلامنا ... فنخمل الدهر مغ الخامل(٤)
  تاللّه ما كتبت قبل هذه الأبيات في مكارم الأخلاق وحلاوة الغزل مثلها.
  وقال أبو الفرج: وكان لشعبة قوم يألفونه وينادمونه، فأغار عليه بعض ملوك اليمن بالشام فانتسف(٥) ماله فافتقر فتفرقوا عنه، فلما أخصب تراجعت حاله عاودوه، فقال:
  أرى الخلّان لما قلّ مالي ... وأجحفت النوائب ودّعوني
  وكان القوم خلّانا لمالي ... وإخوانا لما خوّلت دوني
  فلما مرّ مالي باعدوني ... ولما عاد مالي عاودوني(٦)
(١) خابرا: خبيرا مجربا.
(٢) اعتلج القوم: اقتتلوا واصطرعوا.
(٣) نلظ: نتمسك. من لظ بالشيء: لزمه.
(٤) الأغاني ٢٢/ ١٢٨.
(٥) انتسف ماله: من فرّق ماله وأذراه.
(٦) الأغاني ٢٢/ ١٣٠.