[83] أبو الغريض، شعبة بن الغريض بن عاديا
  وما أحسن ودّعوني وعاودوني، وفي الأبيات الأولى الفاضل والفاضل.
  وأسند أبو الفرج في الأغاني: أن معاوية حجّ فرأى شخصا يصلي في المسجد الحرام، فقال: من هذا؟ فقالوا: شعبة بن غريض، فأرسل إليه يدعوه فأتاه رسوله فقال: أجب أمير المؤمنين، فقال: أوليس قد مات أمير المؤمنين؟ يعني عليا #، قالوا: أجب معاوية، فأتاه فلم يسلّم بالخلافة، فقال له معاوية: ما فعلت ضيعتك التي بتيماء؟ فقال: نكسي منها العاري، ويرد فضلها على الجار، فقال: إنشد لي شعر أبيك يرثي نفسه فأنشده:
  يا ليت شعري حين يذكر صالحي ... ماذ تؤنبني به أنواحي
  أيقلن لا تبعد فربّ كريهة ... فرّجتها ببسالة وسماح
  وإذا دعيت لصعبة سهلتها ... تدعى بأفلح حاجة ونجاح
  وقد رويت هذه الأبيات لشعبة المذكور ولأبيه الغريض، فقال معاوية: أنت كنت أحق بهذا الشعر من أبيك، قال: كذبت ولؤمت، قال: أما كذبت فنعم، وأما لؤمت فكيف ولم؟ قال: لأنّك كنت ميّتا بحق في الجاهلية والإسلام، أما في الجاهلية فقاتلت النبي ÷ والوحي حتى جعل اللّه كيدك المردود، وأما في الإسلام فمنعت ولد رسول اللّه ÷ الخلافة، وما أنت وهي، إنما أنت طليق بن طليق، فقال معاوية: خرف الشيخ فأقيموه.
  والطلقاء: هم الذين أطلقهم نبي اللّه ÷ يوم الفتح سنة منه، وكان له قتلتهم واسترقاقهم على قول من يقول: فتحت مكة عنوة وهو الصحيح، أو صلحا فكذلك، إذ قد صح أنه قال بهم: اذهبوا أنتم الطلقاء، لواحد طليق.
  ولاميّة السموأل أخي شعبة(١) من الجيّدات المعجزات وهي:
(١) السموأل بن غريض بن عادياء الأزودي: شاعر جاهلي حكيم، من سكان خيبر (في شمالي المدينة) كان يتنقل بينها وبين حصن له سمّاه «الأبلق»، توفي نحو ٦٥ ق. هـ، له ديوان شعر صغير - ط - وهو الذي تنسب إليه قصة الوفاء مع امرئ القيس الشاعر.
ترجمته في: معاهد التنصيص ١/ ٣٨٨، سمط اللآلي ٥٩٥، شرح الشواهد ١٨٠، التبريزي ١/ ٥٥، طبقات الشعراء لابن سلام ٢٣٥، المرزوقي ١/ ١١٠، العيني ٢/ ٧٦، الشريشي ١/ ٣٩٠، الاعلام ط ٤/ ٣ / ١٤٠.