نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[83] أبو الغريض، شعبة بن الغريض بن عاديا

صفحة 220 - الجزء 2

  إذا المرء لم يدنس من اللّؤم عرضه ... فكلّ رداء يرتديه جميل

  وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيل

  وقائلة ما بال أسرة عاديا ... تبارى وفيها قلّة وخمول

  وما ضرّنا أنّا قليل، وجارنا ... عزيز، وجار الأكثرين ذليل

  وإنا لقوم ما نرى القتل سبّة ... إذا ما رأته عامر وسلول

  يقرّب حبّ الموت آجالنا لنا ... وتكرهه آجالهم فتطول

  وما مات منّا سيّد في فراشه ... ولا طلّ منّا حيث كان قتيل⁣(⁣١)

  وأيّامنا مشهورة في عدوّنا ... لها غرر مطرورة وحجول⁣(⁣٢)

  وأسيافنا في كلّ شرق ومغرب ... بها من قراع الدّار عين فلول⁣(⁣٣)

  معوّدة أن لا تسلّ نصالها ... فتغمد حتى يستباح قبيل⁣(⁣٤)

  وما قلّ من كانت بقاياه مثلنا ... شباب تسامى للعلى وكهول

  لنا جبل يحتلّه من نجيره ... منيع يردّ الطّرف وهو كليل

  رسا أصله تحت الثّرى وسما به ... إلى النجم فرع لا ينال طويل

  تسيل على حدّ الظّبات نفوسنا ... وليست على غير الظّبات تسيل⁣(⁣٥)

  صفونا فلم نكدر وأخلص سرّنا ... إناث أطابت حملنا وفحول

  علونا إلى خير الظّهور وحطّنا ... لوقت إلى خير البطون نزول

  فنحن كماء المزن ما في نصابنا ... كهام ولا فينا يعدّ بخيل⁣(⁣٦)

  وننكر إن شئنا على الناس قولهم ... ولا ينكرون القول حين نقول

  إذا سيّد منّا خلا قام سيّد ... قؤول لما قال الكرام فعول

  وما أخمدت نار لنا دون طارق ... ولا ذمّنا في النازلين نزول


(١) طل منا قتيل: أي يذهب دمه هدرا.

(٢) الحجول: جمع حجل، وهو البياض يكون في قوائم الفرس.

(٣) القراع: - بكسر القاف - المضاربة. والدارعين: أصحاب الدروع - والفلول: جمع فل، وهو الثلم في حد السيف.

(٤) القبيل: الجماعة من آباء شتى، وجمعه قبل.

(٥) الظباة: جمع ظبة، وهي حد السيف.

(٦) الكهام: الكليل الحد، ويريد به هنا: الضعف.