نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[83] أبو الغريض، شعبة بن الغريض بن عاديا

صفحة 221 - الجزء 2

  سلي إن جهلت النّاس عنا وعنهم ... فليس سواء عالم وجهول

  فإنّ بني الدّيّان قطب لقومهم ... تدور رحاهم حولهم وتجول⁣(⁣١)

  والجبل المذكور في الشعر هو تيماء، ويعرف بالأبلق لأن حجارته سود وبيض وهو منيع مشهور، وكان امرئ القيس الشاعر أودع السموأل الحلقة وهي الصلاح لما اجتاز به سائرا إلى قيصر فقصده عمرو بن هند الملك أحد عمال كسرى على الحيرة فلم يقدر على الحصن، وكان للسموأل ولد يقنص خارج الحصن فأسره عمرو ونادى السموأل: أما أن تسلم الحلقة أو أقتل الصبي، ففكّر السموأل قليلا ثم ناداه: واللّه لا أسلم أمانتي فاصنع بأسيرك ما شئت، فضرب عنق الصبي وأبوه ينظر إليه، وانصرف، وقال السموأل في ذلك:

  وفيت بأدرع الكنديّ⁣(⁣٢) إنّي ... إذا ما خان أقوام وفيت

  بنى لي عاديا حصنا حصينا ... وبئرا كلّما شئت استقيت⁣(⁣٣)

  فقالت العرب: أوفى من السموأل.

  وكانت الزباء ملكة ما بين الشام والجزيرة أرادت حصن تيماء المذكور.

  وما ورد: وهو حصين دومة الجندل، فامتنعا عليها، فقالت: تمرّد مارد وعزّ الأبلق.

  والزباء هي صاحبة نضير بن عمرو اللخمي وقصّتها معه شهيرة، وقالت من قصيدة:

  وأروم أنجو من طويل مطاله ... منجى قصير بالعراق على العصيّ

  والعصيّ اسم فرسه.

  قال أبو هلال العسكري في الجمهرة: وعزّ الأبلق: أي امتنع من الضيم، وسمّى اللّه تعالى عزيزا لأن الضيم لا يلحقه.


(١) القطب: الحديد الذي في أسفل الرحى يدور عليه الطبق الأعلى. ديوان الحماسة لأبي تمام ٤٢ - ٤٤.

(٢) هو امرؤ القيس منسوبا إلى كندة موطنه.

(٣) الأغاني ٢٢/ ١٢٤ - ١٢٥.