نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[86] أبو بحر، الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصن

صفحة 241 - الجزء 2

  وقفت بمستن السيول وقلّ من ... يقوم بها إلّا علاه بليلها

  فخضت سقائي غدرة وملامة ... وكلتاهما كادت تغولك غولها

  إلمّا ترى أن الأمور بفترة ... من الشرّ لا يغشى بليل دليلها

  حجابك أخفى للّذي تسترينها ... وصدرك أوعى للّتي لا أقولها

  فلا تسلكن الوعر ضيقا مجازه ... فتغبرّ من سحب الملاة ذيولها

  فلما بلغ عائشة مقالة الأحنف، قالت: لقد استفرغ حلم الأحنف هجاؤه إيّاي، إلى اللّه أشكو من عقوق ابنيّ، ثم قالت:

  بني اتّعظ إن المواعظ سهلة ... ويوشك أن يكتان وعرا سبيلها

  ولا تنسين في اللّه حق إمومتي ... فإنك أولى الناس ألّا تقولها

  ولا تنطقن في أمة لي بالخنا ... حنيفية قد كان بعلي رسولها

  والثاني من هذه ملحون وفيه سناد، لأن الخليل يقول: إن القافية لامية هنا.

  وروى أبو هلال أيضا: عن شيخة أبي أحمد العسكري عن عمرو بن بشير عن عمّته أم زيد قالت: كنت مع عائشة بمكة، فأتاها إن عثمان قتل، فقالت:

  أبعده اللّه بما قدّمت يداه، يا معشر قريش لا يشومكم عثمان كما شام حمير ثمود قومه، إن أحقّ الناس بهذا الأمر ذو الإصبع، تعني طلحة لأنّه من رهطها، ثم أتاها إن عليا استخلف بعده، فقالت: تعسوا لا يؤمرون بني تميم أبدا. أيها الناس: إن عثمان قتل مظلوما، وإن عليا أخذ الأمر بغير شورى، واللّه لا نرضى، لنقاتلنه.

  فقالت أم سلمة: أيها الناس: إن عثمان قتل، وإن الناس بايعوا عليا خير من تعلمون، وقد بايعنا، فبايعوا.

  وقال العسكري: أخبرنا أبو أحمد قال: أخبرنا أبو بكر بن دريد قال:

  حدثنا الرياشي قال: حدّثنا عمر بن بكير قال: حدّثنا الهيثم بن عدي بن عيّاش عن الشعبي قال: لما قدم علينا الأحنف بن قيس مع مصعب بن الزبير فما رأيت شيئا يستقبح إلّا وقد رأيت في وجه الأحنف منه شبها، كان أصلع الرأس، أحجن الأنف، أغضف الأذن، بأحق العين، نأتي الوجه، مائل الشدق، متراكب الأسنان، خفيف العارضين، أحنف الرجل، ولكنّه إذا تكلّم جلى عن نفسه، وأقبل يفاخرنا ذات يوم بالبصرة ونفاخره بالكوفة، فقلنا: الكوفة أعلى وأفسح،