نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[86] أبو بحر، الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصن

صفحة 242 - الجزء 2

  فقال له رجل: واللّه ما أشبه الكوفة إلا بشابّة صبيحة الوجه، كريمة النسب، لا مال لها، فإذا ذكرت وذكرت حاجتها كفّ عنها، وما أشبه البصرة إلّا بعجوز ذات عوارض موشرة موسرة، فإذا ذكرت ذكر يسارها رغب فيها.

  فقال الأحنف: أما البصرة فأسفلها قصب، وأوسطها خشب، وأعلاها رطب، نحن أكثر عاجا وساجا وديباجا وجارية مغناجا وبرذونا هملاجا، واللّه ما أتى أحد البصرة إلّا طائعا، وما خرج منها إلّا كارها يجرجر.

  فقام شاب من بكر بن وائل فقال: يا أبا بحر بما بلغت في الناس ما بلغت، فو اللّه ما أنت بأحملهم ولا بأشرفهم ولا بأشجعهم، فقال: يا بن أخي بخلاف ما أنت فيه، قال: وما أنا فيه؟ قال بتركي ما لا يعنيني من أمرك إذ شغلت بما لا يعنيك في أمري.

  ولما قتل أمير المؤمنين # وخذل ولده الحسن # وفد الأحنف على معاوية فسأله عن رأيه في علي # فتكلم بفضله، فقال معاوية: لتصعدنّ المنبر فلتلعنن عليا، فقال الأحنف: لو تعفني من ذلك، ولئن أبيت لأتكلمنّ بما لم تستطع أن تردّه، قال: عليّ ذلك، فصعد الأحنف المنبر فقال: أيها الناس إن عليا ومعاوية تنازعا هذا الأمر واقتتلا عليه، وإني داع فأمّنوا رحمكم اللّه، ثم قال: اللهم إلعن أقلّهما إيمانا وسابقة، وأظهرهما نفاقا. فقال الناس من جوانب المسجد: آمين⁣(⁣١).

  قال أبو الفرج: وهو مورد الخبر عن الحافظ ابن معين، قال ابن معين:

  وأنا أقول آمين.

  قال أبو الفرج: وأنا أقول، آمين.

  قال الفاضل عبد الحميد بن هبة اللّه بن أبي الحديد: وأنا أقول، آمين.

  قال القاضي العلامة أحمد بن ناصر بن عبد الحق المخلافي⁣(⁣٢): وأنا أقول، آمين.


(١) وفيات ٢/ ٥٠٥.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ٢٣.