[86] أبو بحر، الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصن
  لا يعبق الطيب خدّيه ومفرقه ... ولا يمسح عينيه من الكحل
  رمى المشط من يده وقال: حرّم مسلم الطيب علينا، وأراد لشهامته أن لا يكذب مادحه.
  وقوله: «أست المرأة أحقّ بالمجمر» مثل مشهور.
  ومما يتعلق به ما حكاه العسكري أيضا: عن أبي أحمد قال: أخبرنا المبرمان قال: أخبرنا أبو جعفر بن المثنى قال: أول خليفة أخذ الجار بالجار والولي بالولي، سليمان بن عبد الملك، فدخل عليه فتى ظريف، وعلى رأس سليمان وصيفة حسناء قائمة، فجعل الفتى يديم النظر إليها، فقال للفتى: هات سبعة أمثال في الأست(١) وهي لك، فقال الفتى: أست لم تعود الجمر قال:
  واحد، قال: أستي أخبثي، قال: اثنان، قال: أست المسؤول أضيق، قال:
  ثلاثة، قال: أست الباين أعلم، قال: أربعة.
  قلت: الباين: حالب الناقة من جانبها الأيمن.
  قال الفتى: من اللّه عليك وأستك، قال: خمسة.
  قال: الحر يعطي والعبد ينجع أسته.
  قال: ستة.
  قال الفتى: لا ماؤك أبقيت ولا حرّك أنقيت.
  قال سليمان: ليس هذا من ذاك.
  قال: أخذت الجار بالجار كما يفعل أمير المؤمنين.
  قال: خذها، لا بارك اللّه لك قوما.
  قلت: الصحيح، إن أول من أخذ الجار بالجار زياد بن أبيه قبّحه اللّه تعالى.
(١) الأست: العجز، ويقال للرجل الذي يستذلّ ويستضعف: إست أمك أضيق واستك أضيق من أن تفعل كذا وكذا، ويقال للقوم إذا استذلوا واستخف بهم: بأست بني فلان، وهو شتم للعرب.
«لسان العرب: مادة سته».