نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[86] أبو بحر، الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصن

صفحة 245 - الجزء 2

  وذكر أبو الفرج الأصبهاني في أخبار الحطيئة الشاعر واسمه جرول⁣(⁣١): إن الوفاة لما حضرته اجتمع إليه عشيرته، وقالوا: أوص يا أبا مليكة لليتامى.

  قال: كلوا أموالهم، ونيكوا أمّهاتهم.

  قالوا: فما تقول في عبيدك؟

  قال: هم عبيد ما تعاقب الملوان.

  قالوا: فأوص للمساكين.

  قال: أوصيتهم بالمسألة، فإنها تجارة لن تبور، وأست المسؤول أضيق.

  قالوا: فما تقول في مالك؟

  قال: للأنثى من ولدي مثل الذكر.

  قالوا: ما كذا قال اللّه.

  قال: لكنّي كذا قلت.

  قالوا: فمن أشعر الناس؟

  قال: هذا الحجير إذا طمع في خير [يعني فمه] ومدّ لسانه، وبكى.

  وقال: أبلغوا أهل ضابيء، أنه أشعر الناس حيث يقول:

  لكلّ جديد لذّة غير أنّني ... وجدت جديد الموت غير لذيذ

  له نكهة ليست بطعم سفرجل ... ولا طعم تفاح ولا بنبيذ⁣(⁣٢)


(١) هو أبو ملكية جرول بن أوس بن مالك العبسي، ولقب بالحطيئة لقصره. قيل إنه أشعر الناس بعد زهير بن أبي سلمى «الراجح أنه أسلم في خلافة أبي بكر (رض)، وبقي رقيق الإسلام إلى آخر حياته. كان هجاء بذيء اللسان لم يسلم من هجائه أحد حتى أمه. كان سؤولا ملحفا دميما بخيلا، وقد رويت عنه في هذا الباب حكايات طريفة، منها وصيته لأهله وقومه قبيل وفاته. له ديوان شعر بشرح ابن السكيت والسكري والسجستاني، حققه نعمان أمين طه، وطبع بمصر سنة ١٩٥٨ م. يوجد اختلاف في تاريخ وفاته.

ترجمته في: الأغاني ٢/ ١٤٩ - ١٩٤، فوات الوفيات ١/ ١٩٢ - ١٩٥ وفيه أنه توفي في حدود سنة (٣٠) هـ. شرح شواهد المغني / ٩١٦، الشعر والشعراء / ٢٣٨، روضات الجنات / ١٥٨ وفيه أنه توفي سنة (٥٩) هـ، أنوار الربيع ١ / هـ ٧٩.

(٢) ديوان الحطيئة.