[86] أبو بحر، الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصن
  قالوا: إن هذا لا يغني عنك، فهل غير ما أنت فيه؟ فقال [من الرجز]:
  الشّعر صعب وطويل كرمه ... إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
  زلّت به إلى الحضيض قدمه ... يريد أن يعربه فيعجمه
  فقالوا: يا أبا مليكة ألك حاجة؟
  قال: لا، ولكن أخرج على المديح الجيد مدح به من ليس له أهلا.
  قالوا: هذا مما كنت فيه، فقال [من الرجز]:
  كنت أحيانا شديد المعتمد ... وكنت ذا غرب على الخصم الألدّ(١)
  وردت نفسي وما كانت ترد(٢)
  قالوا: فهل متى تعهد إلينا فيه؟
  قال: نعم، تحملوني على أتان وتتركوني راكبها حتى أموت، فإن الكريم لا يموت على فراشه، والأتان ما لم يمت عليه كريم قط، فحملوه على أتان وجعلوا يذهبون به ويجيئون حتى مات، وهو يقول [من الرجز]:
  لا أحد ألئم من حطيّه ... هجى بنيه وهجى المريّه
  من لؤمه مات على فريّه(٣)
  وأقول: إنّما أراد إنه كريم، وإذا حمل على الأتان فعسى أن يسلم من الموت لشدّة جفائه.
(١) كنت ذا غرب: أي كنت ذا حدّ، ومنه غرب السيف: أي حدّه.
(٢) وردت: أشرفت.
(٣) الأغاني ٢/ ١٨٧ - ١٩٠.