[87] الملك الصالح أبو الغارات طلايع بن رزيك
  قلت: وذكرها الصفدي في تذكرته أيضا.
  قال المقريزي: وله قصيدة سمّاها «الجوهرية، في الردّ على القدرية»، وجدد الجامع الذي بالقرافة الكبرى ووقف ناحية المفس(١) على أن يكون ثلثاها على الأشراف من بني الحسن والحسين بن عليّ # وتسعة قراريط منها على اشراف المدينة النبوية، وجعل منها قيراطا على مسجد أمين الدولة، واظهر مذهب الإماميّة وهو مخالف القوم، وباع ولايات الأعمال للأمراء بأسعار مقررة وجعل مدة كل متول ستة أشهر، فتضرر الناس من كثرة تردد الولاة على البلاد وتعبوا من
(١) في الخطط المقريزية: «ناحية بلقس».
في هامش نسخة ب:
«قال ضامن بن شدقم: وهذا الوقف أعني «بلقيس» باق إلى يومنا هذا يأتي مغله كل زمن إلى الحرمين المحترمين ويفرق على يد نقيب السادة الأشراف بني حسين أهل المدينة كبيرا وصغيرا غنيا وضعيفا، ولا يعلمون موقفه إلّا الخاص منهم فيدعون لواقفه، ومنهم من يعتقد أنه من السلطة العثمانية، واعتقادهم ليس بصواب، فلم يزل يجري هذا الوقف على السادة بني حسين إلى سنة ... فحصل بين السادة مضاغنة وعداوة في منصب النقابة فبذلوه لملك الحرمين المحترمين الشريف إدريس بن حسن الحسني.
وفي سنة ١٠٣٩ توجه محمد بن صالح بن عامر الحياري الحسيني المدني إلى خدمة السلطان مراد خان ملتمسا منه إعادة هذا الوقف إلى مستحقيه مع أربعة آلاف أردب حنطة مصرية وألف وخمسمائة أحمر أشرفي أوقفها جدّه السلطان مراد خان بسعي النقيب أحمد بن سعد بن علي بن شدقم الحسيني المدني فأمر بإجراء الجميع كما قال رسول اللّه ÷: «شرط الواقف كنص الشارع» وذلك بعد المراجعة منه إلى الدفاتر السلطانية، فعاد محمد بن صالح إلى المدينة المنورة مستر الخاطر في شعبان سنة ١٠٣٩.
وفي شهر ذي القعدة لهذا العام وصلت الدراهم مع الحاج الشامي واستلمها محمد فطلب السادة الأشراف بني حسين الفاطميين بالمدينة ليفرقها عليهم، فامتنعوا عنها خوفا ورعبا من الشريف زيد بن محسن بن حسين بن حسن بن أبي نمي الحسني، ففرقها على شيوخ بني حسين البادية، وأخذ منهم عهودا ومواثيق على كتاب اللّه ø على أن يكونوا تحت أمره وطاعته على ما أمر اللّه سبحانه ورسوله ÷، وسافر لهذا العام مع الحاج الشامي لمراجعة السلطان مراد، فأعطاه جميع ما أراد منه، وتوجه إلى مصر بأوامر سلطانية للباشا، فأتت إلى الباشا خطوط بني حسين الناكثين للعهد، ونفيه للسيادة وذلك طمعا لبدو المصلحة الفورية وترك الأخروية، فصارت الألف والخمسمائة مناصفة بين الشريف وبين بني حسين مختصة بالقاطنين بالمدينة، فعيّنوا لمحمد من خاصتهم مأتي أحمر كل سنة.
وفي سنة ... إحتوى الشريف على المائتين للبغي والحسد بينهم». تحفة الأزهار - خ - ٣/ ٢٩١ - ٢٩٢.