[87] الملك الصالح أبو الغارات طلايع بن رزيك
  مناقبه، وهكذا فلتكن شيعة وصي رسول اللّه ÷.
  وذكر ابن خلكان: أنه ولد في التاسع عشر من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وخمسمائة(١) وأورد من بديع اغزاله:
  ومهفهف، ثمل القوام، سرت إلى ... أعطافه النشوات من عينيه(٢)
  ماضي اللّحاظ كأنّما سلّت يدي ... سيفي غداة الرّوع من جفنيه
  قد قلت إذ خطّ العذار بمسكه ... في خدّه ألفيه لا لاميه:
  ما الشّعر دبّ بعارضيه، وإنّما ... أصداغه نفضت على خدّيه
  النّاس طوع يدي، وأمري نافذ ... فيهم، وقلبي الآن طوع يديه
  فاعجب لسلطان يعمّ بعدله ... ويجور سلطان الغرام عليه(٣)
  هذا الشعر لا تلحق كمّيته حسنا ومتانة وحلاوة ورقة، ويعرف من تركيبه أنه شعر ملك، والبيت الثاني والخامس مشتمل على إدماج الحماسة في الغزل وهو الافتتان، والخامس يشبه شعر الرشيد في حظاياه الثلاث وهنّ خنث وتلقب ذات الخال لخال كان على شفتها، وسحر وضيا.
  قال الأصبهاني: لمّا حج الرشيد آخر حجّاته كان الناس يتناشدون قوله في جواريه المذكورات:
  ملك الثلاث الآنسات عناني ... وحللن من قلبي بكل مكان
  مالي تطاوعني البرية كلّها ... وأطيعهن وهنّ في عصيان
  ما ذاك إلّا أن سلطان الهوى ... وبه قوين أعزّ من سلطاني
(١) وهم المؤلف في نقل النص من وفيات الأعيان، والنص هو «وكانت ولايته - لا ولادته - في التاسع عشر ... الخ» أنظر الوفيات ٢/ ٥٢٦.
والصواب من الوفيات ٢/ ٥٢٨: «وكانت ولادته سنة خمس وتسعين وأربعمائة».
(٢) المهفهف: الضامر البطن، الدقيق الخصر. والثمل: السكران.، والأعطاف: الجوانب، والنشوات: جمع نشوة، وهي السكر.
(٣) خريدة القصر ١/ ١٧٧، وفيات ٢/ ٥٢٧، شذرات الذهب ٤/ ١٧٧، الوافي بالوفيات ٥ / ق ١/ ٢١٣، ديوانه ط بدوي ٣٦، ديوانه ط الأميني ١٧٤.