[2] أبو الحسن، إبراهيم بن أحمد اليافعي
  الثالث والعشرين من شهر رجب سنة عشر ومائة وألف.
  أنشدني لنفسه يمدح السيد الملك أبا يحيى محمد بن الحسن بن المنصور باللّه ويلقب بالهادي وامرأته، فكتب لي منها ما بقي بخطّه سنة ثمان ومائة وألف وهو:
  هذا العذيب بدا فقل بشراكا ... والزم إخائي لا عدمت أخاكا
  واسمع حمامات الحمى إذ نحن من ... شجوي ونحن بربعه نتشاكا
  باتت تقول مدامعي لسجوعها ... لي دونك الفضل الجزيل بذاكا
  إمساك مثل مساي أجرى عندما ... لا أستطيع لبثّه إمساكا
  أجرى دما لدمى نصبن لمهجتي ... يوم الوداع من الرنا إشراكا
  يا صاحبي قد صاح لي داعي الهوى ... فدع العتاب وما إليه دعاكا
  ألم الفراق ألم بي وبمهجتي ... فعسى ترق لما أقول عساكا
  باللّه إن جزت العقيق وسفحه ... فأقم هناك به النزول هناكا
  وأقل بظلّ الضال فيه مسلما ... عنّا وشرّف بالتحية فاكا
  هل أنت يا وادي العقيق كما مضى ... زاه ومن ثمر الجنان جناكا
  لا زلت بالأحباب معمورا ومغمو ... را غنا وعداك مكر عداكا
  والاك من نوّ الربيع وليّه ... ونعيم وسميّ الحيا حياكا
  وسقى رباك رباب غيث مسرّة ... ينمو ويملأ بالغنا مغناكا
  وإذا الربيع جفاك ربع أحبتي ... محلا فمن مقلي الغزار سقاكا
  والذاريات دما وهن مدامعي ... والعاديات بنا وهنّ وماكا
  ما أقلعت تلك الربوع ولم تغظ ... إلّا قلوب عواذل تشناكا
  ولكم أبيت مساهدا ومشاهدا ... للنجم أرقب من سماك سماكا
  أو كلّ إبراهيم يرقب كوكبا ... مهما بدا ويسامر الأفلاكا
  كلف بريمك مذ عرفت مكلفا ... لا أستطيع عن الغرام فكاكا
  يا ريم وادي المنحنى كم قائل ... لي في غرامك ما نهاك نهاكا
  ما لي وللعذال فيك عدمتهم ... ما لي وروحي يا حبيب فداكا
  قد عنّفوا من لو قطعت فؤاده ... وقليته ما أمّ نهج سواكا
  من غير ما جرم فتكت بصارم ... من لحظك الفتاك من أفتاكا