نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[2] أبو الحسن، إبراهيم بن أحمد اليافعي

صفحة 89 - الجزء 1

  وطحنت حبّات القلوب تعمّدا ... برحى الهوى وأذقتها برحاكا

  لم أجن من خدّيك وردا ناضرا ... فلما جنيت وما رشفت لماكا

  لا والذي من مقلتيك برى لنا ... نبلا لكي نبلى بها وبراكا

  ما كنت أحسب أن حبك متلفي ... أبدا ولا أنّ الهوان هواكا

  لم ترع لي عهدا ولا ودا ولا ... إلّا ولم يك قاتلي إلّاكا

  لولاك واليت العذول وإنه ... أعدا العدى يا منيتي لولاكا

  أو سنة سنة الكرى منفيّة ... عن عين من ينوي يقبل فاكا

  أرضيت تمرضنا وأنت طبيبنا ... بالبعد ما أرضاك في مرضاكا

  أنت الطبيب فلا تزدني بعد ذا ... بعدا فدائي ذا جعلت فداكا

  واخش الذي كيوان مع مريخه ... صارا لنعلي أخمصيه شراكا

  عز الهدى الهادي الذي بحسامه ... أضحى لكل معاند فتاكا

  ملك ترى من صفحه وصفاحه ... ويمينه الإنجاء والإهلاكا

  لو شاء أن الشاء مع ريم الفلا ... تمسي وتصبح لا ترى إنهاكا

  حبر إذا استمليته مسترشدا ... علما تفرد في الملا أملاكا

  ملك له تعنو الملوك مهابة ... وبسرّه تستنزل الأملاكا

  بالمسلمين أبرّ من آبائهم ... فإذا سمعت به أتيت أباكا⁣(⁣١)

  وهي طويلة إلّا أن الشيخ إبراهيم أنسيها وأذهله عنها من صرف الزمان ما أذهل عبيد بن الأبرص⁣(⁣٢) يوم بؤس النعمان. ودفن ذهبه النفيس لما وقع من الجهل بالأدب ما وقع من الطوفان، وصار هو وشعره في مصرنا الهرمين، والدهر أبو الهول في رفضه للحسنين.

  وأما ما تضمّنته من الجناس الممتنع السهل، فهو شاهد له بالفضل،


(١) نشر العرف ١/ ٨ - ٩.

(٢) عبيد بن الأبرص بن عوف (وقيل عون) الأسدي من مضر، شاعر جاهلي فحل. شهد مقتل حجر ابن الحارث الكندي أبي امريء القيس عندما ثار عليه بنو أسد، ثم عمر كثيرا إلى أن قتله النعمان ابن ماء السماء في أيام بؤسه، وذلك حوالي سنة ٥٥٠ م وقيل ٥٥٥ م.

ترجمته في: الشعر والشعراء / ١٨٧، الأغاني ٢٣/ ٨٥ - ١٠١، جمهرة أشعار العرب / ١٧٣، تاريخ آداب اللغة لزيدان ١/ ١٣٠، شرح القصائد العشر للتبريزي / ٥٣٥، مختارات ابن الشجري ٢/ ٣٣، شعراء النصرانية قبل الإسلام / ٥٩٦، أنوار الربيع ٢ / هـ ٦٦.