[89] أبو الأسود، ظالم بن عمرو بن سفيان بن
  قال: بلى أصبحت حاتميا، من حيث لا تشعر، أليس حاتم الّذي يقول:
  أماويّ أمّا مانع فمبين ... وأمّا عطاء لا ينهنه الزجر
  ومن شعره أيضا:
  أعصيت أمر ذوي النّهى ... وأطعت أمر ذوي الجهالة
  أخطيت حين حرمتني ... والمرء يعجز لا المحاله(١)
  وله أيضا:
  وما طلب المعيشة بالتمنّي ... ولكن ألق دلوك في الدّلاء
  تجئك بمثلها يوما ويوما ... تجئك بحمأة(٢) وقليل ماء(٣)
  وذكر أبو الفرج: أن أبا الأسود كان نازلا في بني قشير وكانوا عثمانية، وكانت امرأته منهم، وكانوا يؤذونه وينالون من علي # ليغيظوه، ويرمونه في الليل بالحجارة، فإذا أصبح يقول لهم: يا بني قشير أي جوار هذا؟ فيقولون: إنما رماك اللّه لسوء مذهبك، وقبح دينك، فيقول: كذبتم، لو رماني لما أخطاني، وقال فيهم:
  يقول الأرذلون بنو قشير ... طوال الدهر ما تنسى عليّا!
  فقلت لهم: وكيف يكون تركي ... من الأعمال مفروضا عليّا؟
  أحب محمدا حبا شديدا ... وعباسا وحمزة والوصيّا(٤)
  بني عمّ النبي وأقربوه ... أحبّ الناس كلّهم إليّا
  فإن يك حبّهم رشدا أصبه ... ولست بمخطئ إن كان غيّا(٥)
  فقالوا له: شككت يا أبا الأسود في مذهبك وصاحبك حيث قلت: «فإن يك حبّهم رشدا أصبه».
(١) الأغاني ١٢/ ٣٧١، ديوانه ٦٩.
(٢) الحمأة والحمأ: الطين الأسود المنتن. وحمئت البئر حمأ، بالتحريك، فهي حمئة إذا صارت فيها الحمأة وكثرت. اللسان (مادة حمأ ج ١ ص ٦١).
(٣) الأغاني ١٢/ ٣٨١، وفيات الأعيان ٢/ ٥٣٨، بغية الوعاة ٢٧٤، ديوانه ٨٠.
(٤) الوصي: هو أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب #.
(٥) أخبار شعراء الشيعة ٢٨، أعيان الشيعة ٣٦/ ٣٥١، الأغاني ١٢/ ٣٧٢، نزهة الألبا ٣، أمالي المرتضى ١/ ٢٩٣، إنباه الرواة ١/ ١٧ - ١٨، ديوانه ٧٢ - ٧٣.