نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[89] أبو الأسود، ظالم بن عمرو بن سفيان بن

صفحة 280 - الجزء 2

  قال: أفترون اللّه شكّ في نبيّه حيث أنزل عليه {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}⁣(⁣١).

  قلت: أرادوا لست بمخطئ إن كان غيّا أنه إن كان حبّ هؤلاء الأخيار غيّا لم يكن في الوجود غيّ.

  ودخل على معاوية، فقال له: لقد أصبحت جميلا يا أبا الأسود، فلو علّقت تميمة تقيك العين! فقال:

  أفنى الشباب الذي فارقت جدّته ... كرّ الجديدين من آت ومنطلق⁣(⁣٢)

  لم يتركا لي في طول اختلافهما ... شيئا تخاف عليه لذعة الحدق⁣(⁣٣)

  وقال الجاحظ: أبو الأسود معدود في طبقات من الناس هو في كلّها مقدّم، كان معدودا في التابعين والفقهاء والشعراء والمحدثين والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة والحاضري الجواب والشيعة والبخلاء والأشراف الصلع والأشراف البلح، وهو السبب في علم النحو لأنه دخل إلى ابنته بالبصرة فقالت:

  يا أبه ما أشد الحرّ بضم الدال وكسر الراء؟ فقال لها: شهرا باحر⁣(⁣٤) وظن أنّها تستفهم، فقالت: يا أبه إنّما أخبرتك ولم أسألك.

  وأتى عليا # فقال: ذهبت لغة، العرب لمّا خالطوا العجم ويوشك أن تضمحل، ثم حكى له حديث ابنته، فأمره، فاشترى مصحفا بدرهم، ثم أملى عليه: الكلام كلّه لا يخرج عن اسم وفعل وحرف جاء لمعنى، وهذا أول كتاب سيبويه، ثم رسم أصول النحو كلها فنقلها النحويون وفرّعوها، ثم جاء بعده ميمون الأقرن فزاد في حدود العربية، ثم زاد فيها عنبسة بن معدان المهري، ثم جاء عبد اللّه بن أبي إسحاق الحضرمي وأبو عمر بن العلاء فزاد فيه، ثم الخليل بن أحمد الأزدي فلحقهم، ثم نجم علي بن حمزة الكسائي مولى بني كاهل فرسم للكوفيين رسوما.


(١) سورة سبأ: الآية ٢٤، الأغاني ١٢/ ٣٧٢.

(٢) كر الجديدين: كناية عن الليل والنهار.

(٣) الأغاني ١٢/ ٣٧٣، الامتاع والمؤانسة ٣/ ١٧٧، أمالي المرتضى ١/ ٢٩٣، الكامل ١/ ٣٤١، ديوانه ١١٧ - ١١٨.

(٤) في هامش الأصل: «باحر: بالباء الموحدة وبعد الألف حاء مهملة ثم راء».