نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[89] أبو الأسود، ظالم بن عمرو بن سفيان بن

صفحة 281 - الجزء 2

  وأبو الأسود أول من نقط المصاحف بأمره وكانت جميعها مهملة قبل ذلك، هذه رواية أبي الفرج.

  وقال العسكري في كتاب الأوائل: أخبرنا أبو أحمد، عن ابن دريد، عن أبي حاتم، عن محمد بن عبّاد، عن أبيه، قال: سمع أبو الأسود رجلا يقرأ: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}⁣(⁣١)، بكسر اللام من رسوله، فقال: لا يسعني إلا أن أصنع شيئا أصلح به نحو هذا، فوضع النحو، والمشهور الأول.

  وهو أول من قال بالقدر، يعني نسبة أفعال العبد إليه.

  وهو أوّل من نقط المصاحف، وبإسناده عن الجوهري، عن أبي زيد، عن أحمد بن معاوية، عن الأصمعي قال: حدثنا صاحب لنا، قال: سأل أبو الأسود إعرابيا: كيف أبوك؟ قال: أخذته الحمى فطبخته طبخا، فتركته فرخا، ففضخته فضخا، قال: طلّقها وتزوج غيرها فحظيت، ورضيت، وبضيت، قال: وما بضيت؟ قال: حرف من العربية لم يبلغك.

  قال الأصمعي: هو مثل رضيت.

  وتنازع أبو الأسود وامرأته في ولده منها إلى زياد، فقال: أنا أحقّ به منها حملته قبلها ووضعته قبلها، فقالت: حملته خفّا وحملته ثقلا، ووضعته شهوة ووضعته كرها.

  قال زياد: صدقت أنت أحق به ما لم تزوّجي، أمّا لو أدركتني يا أبا الأسود وبك قوة لاستعنت بك في بعض الأمر، فقال: أللصراع تريدني.

  وقال له بعض الأمراء: سمعت إنك شديد على حقك، فإنه لا يذهب لك شيء على أحد، فمم ذاك؟

  قال من سوء ظنّي بالناس، ومجانبة أهل الافلاس.

  وأسند العسكري عن مشائخه، قال: قال أبو الأسود الدؤلي لمعاوية: لو كنت مكان أبي موسى ما صنعت ما صنع، قال: وما كنت تصنع؟ قال: كنت أجمع عدّة من المهاجرين والأنصار، ثم أنشدهم باللّه، المهاجرون أحق بالخلافة أم الطلقاء؟ فقال معاوية: أقسمت عليك لا تذكرها ما عشت.

  وسمع قوما يستشيرون في تزويج امرأة فقال: زوّجوها من عاقل فإنّه إن


(١) سورة التوبة: الآية ٣.