نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[2] أبو الحسن، إبراهيم بن أحمد اليافعي

صفحة 90 - الجزء 1

  ولحاسده بالجهل، وبالجملة فهو حامل لواء الشعر باليمن، ومن جحد اقسم حاكم الذوق أنه يمين.

  وحدثني أيضا بالخضراء سنة سبع [ومائة وألف] قال: وفدت أنا والأديب أحمد بن محمد الينبعي - الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى⁣(⁣١) - إلى السيد الأمير علي ابن المتوكل وهو بناحية اليمن الأسفل فامتدحناه بقصيدتين، فاستحسن القصد، وأكرم الوفد، وأثنى على الشعر، ووعد بالبرّ، ولكن لم تنتج جائزة ذلك المنطق المشروح بالتهذيب، ولا كانت في السرعة كذهن الأديب، فكتبت إليه أعاتبه:

  جمال الهدى إنّا نظمنا قصائدا ... حكمت لنا فيها وأنت المقلّد

  وعندك للنقدين ذهن وراحة ... فذا ناقد شعرا وهاتيك تنقد

  وهل نحن إلّا عصبة أدبيّة ... نقيم الثنا فيمن نشاء ونقعد

  ولو هجت البدر المنير لأوضحت ... به وضحا وهو الرفيع المسوّد

  فإياك والشبح المطاع فإنه ... لشرأب منه الهجا يتولد⁣(⁣٢)

  وقلت أنا: وبيت التقليد يدلّ على اجتهاده في فن الأدب دلالة الشرار على اللهب، وليس هذا الشعر بعتاب، بل زأر ليث كاسر الأنياب.

  وجاء لي في أبيات:

  سامحته لما بليت بحبّه ... ورأيته بمدامعي متقلدا

  وفي قول اليافعي: «ولو هجت البدر المنير» إشارة إلى قول ابن الرومي⁣(⁣٣):

  [من الخفيف]

  ربّ عرض مبرّء عن خناء ... دنّست فيه حادثات الهجاء

  لو أراد الأديب أن يهجو البد ... ر رماه بالخطّة الشّنعاء

  قال: يا بدر، أنت تغدر بالساري، ... وتغري بزورة الحسناء

  نمش في بياض وجهك يحكي ... كلفا فوق وجنة برصاء

  يعتريك المحاق في كل شهر ... فترى كالقلامة الحجناء

  لا لأجل المديح بل خيفة الهج ... وأخذنا جوائز الأمراء⁣(⁣٤)


(١) ترجمه المؤلف برقم ٢٦.

(٢) نشر العرف ١/ ٧.

(٣) علي بن العباس بن جريح، ترجمه المؤلف برقم ١٠٥.

(٤) كاملة في ديوان ابن الرومي ١/ ١٣٥.