نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[2] أبو الحسن، إبراهيم بن أحمد اليافعي

صفحة 91 - الجزء 1

  وقال ابن الرومي أيضا في معنى تقبيح الحسن بواسطة سحر الشعر:

  في زخرف القول تزيين لصاحبه ... والحق قد يعتريه بعض تغيير

  تقول: هذا مجاج النحل تمدحه ... وإن تعجب قلت⁣(⁣١): ذا قئ الزنابير

  مدح وذم وما جاوزت حدّهما ... سحر البيان يري الظلماء كالنور

  وفي شعر ابن الرومي معنى قول الفلاسفة الذي قدّمناه في الشعر، لأنهم رسموه بالقضايا المتخيّلة التي تنفعل بها النفس قبضا وبسطا، فإذا قيل: العسل مجاج النحل انبسطت ونشطت له، وإن قيل: هو قيء الزنابير انقبضت وكرهته.

  إلّا أنه لا يعجبني ذم البدر المنير، وأي شيء أحسن منه، وبه يشبّه وجه الحبيب، ولا ذمّ الورد النفيس الذي هو سلطان النور وبه يشبّه الخدّ.

  وبالغ ابن سناء الملك المصري⁣(⁣٢) فذمّ الشمس وقال فيها من أبيات:

  يا بصقة المشرق وقت الضحى ... وسلحة المغرب وقت الأصيل

  وسيأتي تمامها، وقوله:

  (والاك من نوء الربيع)

  وليّة النوء: النجم الذي يكون مع طلوعه المطر والغيم كالسماك والأسد والشعراء، وقيل هو عبارة عن طلوع كوكب من المشرق وغروب آخر من المغرب فهو أخصّ من القول الأول، والولي مطر الربيع لأنه يلي الوسمي وهو فعيل بمعنى فاعل لأنه يلي مطر الشتاء.

  ومما أستحسنه من شعري في معنى ذكر الولي قولي:

  الروض أشرق حين جاد غضونه ... دمع الغمامة بعد عام محمل


(١) «قلت» زيادة في الأصل.

(٢) القاضي السعيد هبة اللّه بن جعفر بن المعتمد سناء الملك محمد السعدي، المعروف بابن سناء الملك، ولد سنة ٥٥٠ هـ كان كثير التنعم وافر الثروة، اشتهر في النظم والنثر الجيدين وسنه دون العشرين. جرت بينه وبين القاضي الفاضل مراسلات كثيرة. توفي بالقاهرة سنة ٦٠٨ هـ. من آثاره:

روح الحيوان، وفصوص الفصول، وديوان رسائل، وديوان شعر مطبوع.

ترجمته في: وفيات الأعيان ٦/ ٦١ - ٦٦، ومعجم الأدباء ١٩/ ٢٦٥، وشذرات الذهب ٥/ ٣٥، والنجوم الزاهرة ٦/ ٢٠٤، وهدية العارفين ٢/ ٥٠٦، أنوار الربيع ١ / هـ ٢٨٧ - ٢٨٨.