[93] الخليفة المأمون، أبو الفضل وأبو العباس،
  فظفر به وقطعه أربع قطع وكانت علّته الدبيلة، وابتدأها ببغداد، فمات بطوس يوم السبت لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة ١٩٣ وكان قد ولى المأمون خراسان وشرط على الأمين أنه يقرّه ولا يغير عليه، فجعل الفضل بن الربيع بن يونس يحسّن للأمين خلع المأمون وأن يعهد لولده موسى وكان طفلا فمال على ذلك وخلع المأمون وعهد إلى ولده موسى ولقّبه المظفّر وكتب اسمه على السكّة والطراز وكان يكتب عليهما:
  كلّ عزّ ومفخر ... فلموسى المظفّر
  ملك خط ذكره ... في الكتاب المسطر
  وكتب إلى المأمون: إنه يقبل إليه قبل الخلع المذكور فكتب إليه المأمون يتعلل فلم يقبل منه إلّا الوصول ولم يفعل المأمون، ولما يئس منه أظهر خلعه.
  وولاية ولده فكتب المأمون يذكّره العهد والميثاق فلم يرجع.
  ثم بعث الأمين علي بن عيسى بن ماهان من بغداد في مائة ألف فارس وعشرين ألفا في أبهى العدد والسلاح المحلّى وكان عند المأمون نحو عشرة آلاف فارس فحار وهمّ بالطاعة أو بالهرب إلى خاقان ملك الترك ثم ثبت.
  وذكر الشيخ أبو جعفر القمي في عيون أخبار الرضا #: أن المأمون قال:
  لقد هممت بالهرب إلى خاقان فلم آمنه وقلت: كافر يبعث إليه أخي بالأموال فيهديني إليه فصمت ثلاثة أيّام وأحييت لياليها صلاة ودعاء وأعطيت اللّه عهدا لئن نصرني على المخلوع لأخرجن الخلافة عن بني العبّاس إلى بني علي فنصرني اللّه فوفيت بما عاهدته، وكان هذا أحد أسباب بيعته لأبي الحسن الرضا # فعقد لواء جيش المأمون الفضل بن سهل وكانوا أربعة آلاف فارس مع طاهر بن عبد اللّه الخزاعي - كما أشرنا إليه في أول الكتاب - وشيّع المأمون طاهرا وخرج بالجيش، وكان المأمون قد لقب نفسه الداعي إلى الحق.
  فلمّا تقارب الجيشان أشرف طاهر على جيش الأمين من عقبة هناك وقد نزلوا يتغدون ببعض المروج، فإذا المرج يموج بهم وقد لمعت السيوف بحلاها والعدد المذهبة فهي تغشي البصر، فقال لأصحابه: لا طاقة لنا بمقاتلة هذه العساكر ولكن اجعلوها خارجية، ثم كردس خيله أربعة كراديس وحملوا حملة رجل واحد، وقصد طاهر خيمة علي بن عيسى الأمير وهو يتغدى فانتهى إليه فقتله بسيفه، فلمّا قتل انهزم عسكره وظفر بهم طاهر وثاب عامتهم إليه وأدبرت دولة