[96] الإمام أبو الحسن عبد الله بن حمزة بن
  أشعار كثيرة، والظاهر أنه كان لا يكفرهم كغيره ممن قام بأمره لأن الكافرة غير الكتابية لا تحل للمسلم بالعقد الدائم ولا تحلّ له متعة بإجماع الشيعة.
  ودخل في بعض مغازيه صنعاء فسبى منها نحو سبعمائة امرأة واحتج بأنهم كفار، ولم تثبت الواسطة بين دار الكفر والإسلام التي تسميها المعتزلة دار الفسق، وكان غالب أهل صنعاء. حشوية وأشاعرة والشوكة للإسماعيلية وقتل منها كثيرا.
  وكان يناقض عبد اللّه بن المعتز العبّاسي في قصائده التي يفضّل فيها آل العباس على آل عليّ # ويذكر أنّهم أحق بالخلافة كالميميّة التي أوّلها.
  بني عمّنا ارجعوا ودنا ... وسيروا على السنن الأقوم
  لنا مفخر ولكم مفخر ... ومن عرف الحقّ لم يعدم
  فأنتم بنو بنته دوننا ... ونحن بنو عمّه المسلم
  فقال المنصور في الرد عليه:
  بني عمنا أنّ يوم الغدير ... يشهد للفارس المعلم
  حماه أبونا أبو طالب ... وأسلم والناس لم تسلم
  وقد كان يكتم أيمانه ... فأمّا الولا فلم يكتم(١)
  قلت: بنى ابن المعتز على مذهب الحشويّة من عدم إسلام أبي طالب.
  والحقّ الذي قاله المنصور باللّه لإجماع أهل البيت المعصومين عليه بل آباء النبي ÷ إلى آدم مؤمنون.
  وأمّا آزر فإنّه عمّ الخليل # وإنّما جاء في القرآن بلفظ الأب لأن العرب يطلقون على العمّ أبا واسم والد إبراهيم # تارخ والمجاز أفصح من الحقيقية والمثبت حجّة على النافي.
  ومن جملة ما قال أبو طالب أيّام حصار الشعب يخاطب ابن أخيه ÷:
  فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة ... فلقد صدقت وكنت ثمّ أمينا
  والتصديق هو الإسلام.
(١) كاملة في الحدائق الوردية ٢/ ٨٣٩، الغدير ٥/ ٣٩٧.