[96] الإمام أبو الحسن عبد الله بن حمزة بن
  وكتب المنصور إلى زوجته متعة:
  لم يخل عن ذكركم ساعة ... وكيف والقلب بكم مستهام
  نحمّل الريح إلى أرضكم ... أزكى التحيات وأسنى السلام
  والقلب ملآن من الوجد وال ... صّبر على المكروه فعل الكرام
  فكلّما قلنا خبت ناره ... أذكته في الأحشاء نار الغرام
  وقائل قال دعوا ذكرهم ... قلنا أأعوزت سواد الكلام
  لو كنت إنسانا عرفت الذي ... بنا فأذهبت فضول الكلام
  عذلت في أحور لو فاخرا ل ... شمس لألقت نحوه بالزمام
  مقابل بين ذرا حميرا ... لأقيال والأملاك من غلب يام
  وله إليها:
  كل ألف لألفه تبع ... جسمي ثاو والروح مفتجع
  يا متع إن الفؤاد بعدكم ... زلزله الشوق فهو منصدع
  أهابكم دائما وهل علم ال ... نّاس بخشف يهابه السبع
  طال انتظاري لوعدكم فمتى ... يحطّ عنّي لرحلك النسع
  يا طائر البين كم تطير بهم ... وكلّ طير بغائب يقع
  يا شهد ذاك الوصال هل غلب ال ... صّاب على مطعميك والسلع
  أنا الصحيح العليل بعدكم ... وهل سقيم وماله وجع
  عسى الذي قدّر الفراق لنا ... يعمّنا لطفه فنجتمع
  ضاقت بي الأرض من بعادكم ... فهل على العالمين تتسع
  وله من أخرى إليها:
  وأدنى وداد المحبّ السهاد ... وأهون جري الجياد الخبب
  وقد شاهد الناس من قبلنا ... حبيب يطاوع من قد أحب
  ومن غرس السرى يجني الهبيد(١) ... ومن غرس النخل يجني الرطب
  نروم لقاكم ومن دونكم ... ليوث غضاب وغاب أشب
  وفيكم لنا باغض كاره ... له عايد بزّه المنقلب
(١) كذا في الأصل.