نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[101] الشيخ الصاحب صفي الدين عبد العزيز بن

صفحة 353 - الجزء 2

  متأخرة عنهم، فقال لها: ليت شعري ما أخرّك، أقلّ ناصرك؟ أم قلّ وافدك، فسبّته ثم أخبرت زوجها حسّان فلج بينهما الهجاء، وقال قيس فيها لبغيض حسّان:

  أجد بعمرة عتبانها ... فتهجر أم شأننا شانها

  وعمرة من سروات النسا ... ينفح بالمسك أردانها

  وقال أبو الفرج الأصبهاني في أخبار أبي عبد المنعم طويس المغنّى المديني⁣(⁣١): أن العقيق سال مرة فخرج الناس ينظرونه، وخرج في الناس عبد اللّه ابن جعفر الطيّار، فبينما هم هناك إذ هاجت السماء، فقال عبد اللّه: إن هذه السماء لخليقة أن تبلّ ثيابنا فلو عدلنا إلى منزل طويس فسمعنا غناه وأضحكنا لكان أجمل بنا، فقال له عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت: جعلت فداك وما تصنع بمنزل طويس عليه غضب اللّه؟ مغن شاين لمن عرفه، فقال: وإن كان كذلك فإن له لأدبا وظرفا ومروّة، وطويس بحيث يسمع كلامهما، فسبق إلى منزله فذبح عناقا سمينة كانت عنده، وأمر زوجته أن تشويها، وتصنع لهم طعاما، ولقى عبد اللّه فقال: جعلت فداك ألا تعدل إلى المنزل حتى تمسك السماء فأغنيك وأضحكك؟ فقال عبد اللّه: إياك أردنا، فدخلوا فأنّسهم وأضحكهم، ثم قدّم لهم العناق فاستظرف عبد اللّه طعامه⁣(⁣٢)، ثم قدم النبيذ، ثم قال: جعلت فداك آخذ الدف فأتمشى به لك صوتا أو صوتين، فأخذ الدف ونقر فيه ورقص وغنّى:

  «أجدّ بعمرة عتبانها»

  وهي أم عبد الرحمن فاحمرّ وجهه فلو فتحت له الأرض لساخ فيها حياء وخجلة من ذكر أمّه، فأقاموا يوما ودخلوا المدينة، فقال عبد اللّه لعبد الرحمن:

  أنت تعلم مما أتيت.

  ذكرت بالعاجز عن البكر قول السيد الحسين بن عبد القادر⁣(⁣٣) في تظمين قول أبي الطيب:


(١) ذكر طويس وأخباره في الأغاني ٣/ ٢١٩ - ٢٢٣.

(٢) الأغاني ٣/ ٣٣ - ٣٤، وفي آخرها اختلاف يسير.

(٣) ترجمه المؤلف برقم ٦٠.