[103] الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن
  وهي طويلة أجاد فيها.
  وحكي: أنه كان جالسا في علية له تشرف على الطريق فمرّ به ابن المطرّز الشاعر(١) يجرّ نعلا له بالية وهي تثير التراب فأمر بإحضاره وقال: أنشدني أبياتك التي فيها:
  إذا لم تبلّغني إليك ركائبي ... فلا وردت ماء ولا رعت العشبا
  فأنشده إياها فلما بلغ هذا البيت أشار الشريف إلى نعله البالية وقال: أهذه كانت ركائبك؟ فأطرق المطرّز ساعة، ثم قال: لما عادت هبات سيدنا الشريف إلى مثل قوله:
  وخذا النوم من عيوني فإني ... قد خلعت الكرى على العشّاق(٢)
  عادت ركائبي إلى ما ترى، فإنه خلع ما لا يملكه على من لا يقبله، فاستحيى الشريف منه.
  وأورد ابن خلكان من شعره:
  ضنّ عنّي بالنّزر إذ أنا يقظا ... ن وأعطى كثيره في المنام
  والتقينا كما اشتهينا ولا عي ... ب سوى أن ذاك في الأحلام
  وإذا كانت الملاقاة ليلا ... فالليالي خير من الأيام(٣)
  وقال الشريف أبو الحسين علي بن أحمد بن معصوم في السلافة: وقال الشريف المرتضى في كتابه الدرر والغرر: ذاكرني بعض الأصدقاء بقول أبي دهبل الجمحي يصف ناقته:
(١) هو أبو القاسم، عبد الواحد بن محمد بن يحيى بن أيوب الشاعر المعروف بالمطرز. قال عنه الخطيب في تاريخ بغداد (كثير الشعر، سائر القول في المديح والهجاء والغزل وغير ذلك، قرأت عليه أكثر شعره، وكان يسكن نواحي درب الدجاج). ولد سنة ٣٥٥ وقيل ٣٥٤، توفي سنة ٤٣٩ هـ. له ديوان شعر.
ترجمته في: تاريخ بغداد ١١/ ١٦، هدية العارفين ١/ ٦٣٣، النجوم الزاهرة ٥/ ٤٤، اللباب ٣/ ١٤٩، تتمة يتيمة الدهر ١/ ٥٧ وفيه اسمه: عبد الرحمن بن محمد، أنوار الربيع ٤ / هـ ١٤٨ - ١٤٩، الاعلام ط ٤/ ٤ / ١٧٧.
(٢) وفيات الأعيان ٣/ ٣١٤، ديوانه ٢/ ٣٤٢.
(٣) وفيات الأعيان ٣/ ٣١٤، ديوانه ٣/ ٢٧٠.