[110] القاضي أبو القاسم علي بن محمد بن أبي
  وقولا له أن كنت من آل هاشم ... فما كل نجم في السماء بثاقب
  وإنك إن خوفتنا منك كالذي ... يخوّف أسدا بالظبا الربايب
  وقلت: بنو حرب كسوكم عمائما ... من الضّرب في الهامات حمر الذوائب
  صدقت، منايانا السيوف وإنّما ... تموتون فوق الفرش موت الكواعب
  أبونا القنا والمشرفيّة أمّنا ... وإخواننا جرد المذاكي الشوارب
  ما للغواني في الوغى؟ فتعوّضوا ... بقرع المثاني عن قراع الكتائب
  وقلت قتلنا عبد شمس فملكهم ... لنا سلب هل قاتل غير سالب
  فيا عجبا من حارب صار يدعي ... مواريث خير الناس ملكا لحارب
  هو السلب المغصوب لا تملكونه ... وهل سالب للغصب إلّا كغاصب؟
  ومنها:
  وجئتم مع الأولاد تبغون إرثه ... فأبعد بمحجوب بحاجب حاجب
  ويوم حنين قال حزنا فخاره ... ولو كان يدري عدّها في المثالب
  وما واقف في حومة الحرب حائر ... وإن كان وسط الصفّ إلّا كهارب
  وما شهد الهيجاء من كان حاضرا ... إذا لم يطاعن قرنه ويضارب
  فهلّا كما لاقى الوصي مصمما ... يعصب بالهندي كبش العضايب
  وعبت بعميّنا أبانا سفاهة ... وكم لك من عمّ عن الدين ناكب
  ومثل عقيل من عليّ وطالب ... أبو لهب من بعدكم في التقارب
  ونحن أسرنا عمّنا وأباكم ... فبات بليل مكفهرّ الجوانب
  وقلت أضعتم ثأر زيد وكنتم ... كسالى كذبتم لا هدى كل كاذب
  أما ثار فيه الطالبي وجعفر ... فذكرك ركن الموت من كلّ جانب
  فامطر في جور وفي أرض فارس ... سحائب موت ماطرات المصائب
  إلى أن رمته عاديات دعاتكم ... بسهم اغتيال نافذ السهم صائب
  وقلت نهضنا شاهرين شعارنا ... بثارات زيد الخير عند التحارب
  وما كان من حبّ لزيد وأهله ... ولكنها تشغيبة من مشاغب
  دعوتم إلينا عالمين بأنّكم ... مكان الذنابا من ذرى ومناكب
  فهلّا بإبراهيم كان شعاركم ... فيرجع دعواكم بحلّة خائب
  وكنّا لكم في كل حال مناهلا ... عذابا إذا يوردن خضر الجوانب
  فلمّا ملكتم كنتم بعد ذلة ... أسودا علينا داميات المخالب