[113] أبو الحسن علي بن محمد بن عبد العزيز
  وتشق رأس اليراع، وتلبسه من المداد الحداد. ألّا أن ابن خلكان ذكر: أنه منعه من إيرادها أنّ الناس يقولون أنّها محدودة فتبعناه، وأي مخلوق لا تصيبه المصائب وأوّلها [من الكامل]:
  حكم المنيّة في البريّة جاري ... ما هذه الدّنيا بدار قرار
  ومكلّف الأيام ضدّ طباعها ... متطلّب في الماء جذوة نار
  طبعت على كدر وأنت تريدها ... صفوا من الأقذاء والأكدار
  وإذا رجوت المستحيل فإنّما ... تبني الرّجاء على شفير هار
  إنّي لأرحم حاسديّ لحرّما ... ضمّت صدورهم من الأوغار
  نظروا صنيع اللّه بي فعيونهم ... في جنّة، وقلوبهم في نار
  منها:
  يا كوكبا ما كان أقصر عمره ... وكذاك عمر كواكب الأسحار
  جاورت أعدائي وجاور ربّه ... شتّان بين جواره وجواري
  وتلهّب الأحشاء شيّب مفرقي ... هذا الشواظ دخان تلك النار(١)
  هذا وليس على ترتيب الناظم وإنّما واليته هنا.
  وأقول: إن الزمن الغادر، والجد العاثر، والليالي اللساعة، والأيام التي ما ملّت حربي ولا ساعة، فجعتني في شهر جمادى، بما كان لصحة فرحي وأنسي ذا(٢)، فابتزت غصني الناظر، وفقأت من إنساني الناظر، وفجعتني بسليلي، وأضرمت بنارها غليلي، وذهبت بولدي هلالا، واطفأت من كوكبي الزاهر ذبالا، وبلغت فيّ مناها، وسعّرت نيران أحزاني بهواها، وكنت عليه أحذر الموت وحده، فلم يبق لي شيء عليه أحذره، غصن آن نوّاره فقصف، وهلال قارب أن يكمل فخسف، وتشوقه الروض فساخ، ونجم أردت الأنس بشعاعه فباخ:
  سألونا أن كيف نحن فقلنا ... من هوى نجمه فكيف يكون؟
  فسحقا لدهر أرانيه بعد النضارة ذابلا، وبعدا لمجنون زمان غدا للسانه بعد
(١) دمية القصر ١/ ١١٤ - ١٢٢، الكشكول للبهائي ٢/ ٢٨٠ - ٢٨٢، وفيات الأعيان ٣/ ٣٧٩ - ٣٨٠، كاملة في ديوانه ٤٦١ - ٤٧٣ وقد رتّبها مؤلف النسمة حسب رغبته.
(٢) كذا في الأصل.