[المفهوم]
[مفهوم الصفة]
  أما مفهوم الصفة - والمراد بها: لفظ مقيد لآخر غيرُ منفصل عنه، ليس بشرط ولا استثناء ولا غاية ولا عدد، لا النعت فقط، فيدخل فيها العلة(١) والظرف(٢) والحال(٣) - فكقوله ÷: «في كل إبل سائمة من كل أربعين ابنة لبون» وفي كتاب أبي بكر لأنس بن مالك حين وجهه إلى البحرين حكاية عن فرض رسول الله ÷: «وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين ففيها شاة» والسائمة صفة تدل على نفي الزكاة في المعروفة.
[مفهوم الشرط]
  وأما مفهوم الشرط - والمراد به ما علق(٤) من الحكم على شيء بأداة شرط كإن أو إذا أو نحوهما(٥)، وهو المسمى بالشرط اللغوي، وليس المراد الشرط الذي هو قسيم السبب
(قوله): «أما مفهوم الصفة ... إلخ» اعلم أن المؤلف قد استدل على وجوب العمل بكل واحد من هذه الأربعة بخصوصه، ثم استدل على وجوب العمل بها جملة بدليل يعمها حيث قال فيما يأتي: وإلا انتفت فائدة الذكر ... إلخ.
(قوله): «لفظ مقيد» تخرج الصفة المادحة والذامة والكاشفة كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
(قوله): «وليس المراد الشرط الذي هو قسيم السبب» كالوضوء ونحوه من أقسام خطاب الوضع.
(١) نحو: أعط السائل لحاجته، أي: المحتاج دون غيره. (محلي).
(٢) زماناً أو مكاناً، نحو سافر يوم الجمعة، أي: لا في غيره، واجلس أمام فلان، أي: لا وراءه. (محلي).
(*) إذا لم يكن جزءاً للكلام كالصلة والخبر والفاعل، وإنما يكون صفة إذا كان مع متعلقه حالا بعد المعرفة أو صفة بعد النكرة، أما إذا اعتبر الظرف منفرداً عن المتعلق فهو من مفهوم اللقب كما يأتي في شرح أوائل مسألة مفهوم اللقب. (عن خط السيد العلامة عبدالقادر بن أحمد). وبهذا يندفع ما اعترض به السحولي من أنه سيأتي أن أياماً في قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}[البقرة: ٢٠٣]، مفهوم لقب.
(٣) نحو: أحسن إلى العبد مطيعاً، أي: لا عاصياً. (محلي).
(٤) الظاهر أن يقال: ما علق به الحكم بأداة شرط؛ إذ هذا هو الشرط اللغوي، وأما ما علق من الحكم على شيء بأداة شرط فإنما هو الجزاء، وسيأتي للمؤلف في شرح قوله: والشرط يلزم من انتفائه إلخ التعبير عن الشرط بذلك، والله أعلم. (حبشي).
(٥) في (ب، ج): كإن وإذا ونحوهما.